الأطعمة التي يحذر على الرضيع تناولها من أبرز المواضيع التي تهتم بها كل زوجة مقبلة على مرحلة الأمومة. ففي السنوات الأولى من حياة الطفل، تُعد التغذية الصحية والمناسبة أمراً هاماً لضمان نموه وتطوره السليم، فمن المهم أن يكون الآباء والمقدمون للرعاية على دراية بهذه الأطعمة المحظورة وأسباب تجنبها، حتى يتمكنوا من توفير غذاء آمن وصحي لأطفالهم في هذه المرحلة الحاسمة من النمو. وهذا المقال سنقدم لكم بالتفصيل قائمة بالأطعمة التي ينبغي تجنبها عند تغذية الرضع، مع توضيح الأسباب الكامنة وراء ذلك، كما سنقدم توصيات عملية للتغذية الصحية والآمنة للأطفال الصغار.
أطعمة يحذر على الرضيع تناولها
تعتبر التغذية المناسبة لحياة الطفل الرضيع في عامه الأول أمراً بالغ الأهمية لنموه وتطوره الصحي. في حين أن معظم الأطعمة مصممة لتلبية احتياجات الرضيع، هناك بعض الأطعمة التي قد تكون خطرة أو غير مناسبة لهم، من أبرز هذه الأطعمة ما يلي:
العسل
ينصح بتجنب إضافة العسل إلى طعام الرضيع قبل بلوغه عام من العمر، وذلك لأن العسل قد يحتوي على بكتيريا كلوستريديوم البوتولينوم، وهي بكتيريا خطيرة يمكن أن تسبب الإصابة بتسمم الأطفال الرضع (البوتوليزم)، هذا المرض النادر ولكن الخطير، يمكن أن يؤدي إلى شلل عضلي وصعوبة في التنفس، قد يكون مهدداً للحياة إذا لم يتم علاجه على الفور.بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب تناول العسل في حدوث مشكلات أخرى لدى الرضع مثل الخمول، عدم الرغبة في الرضاعة، والإمساك. لذا ينصح بعدم إعطاء الرضيع العسل إلا بعد مرور عام على الأقل من العمر، عندما يصبح جهازه الهضمي أكثر نضجاً ويكون أقل عرضة للمشكلات الصحية المرتبطة بذلك.
حليب البقر
يُنصح بتجنب إعطاء حليب البقر للرضع قبل بلوغهم عام من العمر، وذلك لأن حليب البقر يحتوي على نسبة عالية من اللاكتوز، مما قد يسبب مشكلات هضمية لدى الأطفال الرضع، وقد يؤدي ذلك إلى آلام في البطن وإسهال، والتي قد تكون مؤلمة وتسبب عدم الراحة للطفل.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر حليب البقر سلباً على وظائف الكلى لدى الرضع، حيث أن أجهزتهم الهضمية والكلوية ما زالت في مرحلة النمو والتطور، لذا قد يكون من الصعب عليها التعامل مع مكونات حليب البقر بشكل كاف، وهذا قد يؤدي إلى مشكلات كلوية خطيرة.
لهذه الأسباب، ينصح خبراء التغذية للأطفال الرضع بتجنب إعطاء حليب البقر قبل سن العام. بدلاً من ذلك، يجب الاعتماد على حليب الأم أو حليب الصيغ الخاصة بالرضع خلال السنة الأولى من العمر.
المكسرات وزبدة الفول السودانى
على الرغم من أن زبدة الفول السوداني تُعد إحدى المفضلات لدى الأطفال، إلا أنها تشكل خطراً محتملاً على الرضّع، وهذا لأن زبدة الفول السوداني قد تسبب حساسية شديدة عند بعض الأطفال الرضّع، والتي تنتج عن استجابة مناعية غير مرغوبة لمكونات الفول السوداني.
لذا، ينصح خبراء التغذية الأطفال بإجراء اختبار حساسية قبل إطعام الطفل الرضيع بزبدة الفول السوداني للمرة الأولى، هذا الاختبار سيساعدك على تحديد ما إذا كان الطفل لديه حساسية تجاه هذا المنتج أم لا. وفي حال عدم وجود حساسية، يمكن بعد ذلك تقديم زبدة الفول السوداني بحذر وبكميات صغيرة. بالإضافة إلى ذلك، ينصح بتأجيل إعطاء المكسرات للأطفال الرضّع حتى يبلغوا عاماً على الأقل، فالمكسرات تشكل خطر الاختناق على الأطفال في هذا العمر نظراً لصغر حجم قطعهم وقوام ملمسهم. لذا، من الأفضل الاعتماد على البدائل الآمنة مثل الفواكه والخضروات المهروسة خلال السنة الأولى من العمر.
اقرأ أيضًا:علامات تدل على ذكاء الطفل
المأكولات البحرية والأسماك
يُنصح بتجنّب إطعام الأطفال الرضّع للمأكولات البحرية، وخاصة المحار، لمدة عام كامل أو حتى أكثر، لأن هذه الأطعمة قد تسبب حساسية شديدة عند الأطفال الصغار. وتُعزى هذه الحساسية إلى احتواء المأكولات البحرية على مستويات مرتفعة من الزئبق، فالزئبق هو معدن ثقيل يمكن أن يتراكم في أجسام الأطفال وينتج عنه آثار سلبية على صحتهم. لذا، ينصح خبراء التغذية بالامتناع عن إطعام الأطفال دون سن السنة بالمأكولات البحرية تفادياً لخطر التسمم بالزئبق.
إذا كان الوالدان مُصرّين على إدخال المأكولات البحرية في نظام غذاء الطفل الرضيع، ينصح باللجوء إلى الأسماك البيضاء مثل سمك القد، إذ يمكن تقديم هذه الأسماك بكميات محدودة (مرة واحدة في الأسبوع على الأكثر) بعد استشارة طبيب الأطفال أولاً. وذلك للتأكد من عدم وجود أي ردود فعل حساسية لدى الطفل.
الشوكولاته
الشوكولاتة هي واحدة من المنتجات الغذائية التي ينبغي الحذر عند تقديمها للأطفال الرضّع، هذا بسبب احتوائها على مستويات عالية من الكافيين، وهو مركب محفز للجهاز العصبي قد يكون له تأثيرات سلبية على صحة الأطفال الصغار. علاوة على ذلك، يُعدّ بدأ الطفل في هضم الأطعمة الصلبة إحدى المراحل الحاسمة في نموه خلال العام الأول.
لذا، يجب على الوالدين التأكد من أن الطفل لا يعاني من مشكلات في الإمساك أو اضطرابات في الجهاز الهضمي عند تقديم أي أطعمة صلبة له. وتُنصح استشارة طبيب الأطفال قبل إدخال أي أطعمة جديدة في نظام الطفل الغذائي، فذلك يساعد على تجنب أية ردود فعل سلبية أو مضاعفات صحية قد تنشأ عن هذه التغيرات في نظام الطفل الغذائي.
لبن الزبادي المحلى
ينبغي على الآباء توخي الحذر عند تقديم لبن الزبادي المحلى لأطفالهم، حيث يحتوي هذا النوع من الألبان على كميات كبيرة من السكريات والدهون والسعرات الحرارية، وقد يؤدي الإفراط في تناوله إلى زيادة خطر إصابة الأطفال بالسمنة وداء السكري. لذا، ينصح الخبراء باستبدال لبن الزبادي المحلى بالأنواع الطبيعية والطازجة بدلاً من ذلك، فهذه الأخيرة تُعد خياراً أكثر صحة للأطفال. علاوة على ذلك، يجب الحذر من الإكثار من تناول الأطعمة والمشروبات المضاف إليها الألوان الصناعية. فقد تتسبب هذه المواد في زيادة حساسية الأطفال والنشاط الزائد، بل وحتى السلوكيات غير السليمة في بعض الحالات.
لذا، ينصح الآباء بالاطلاع على تركيبة المنتجات الغذائية قبل شرائها وتقديمها لأطفالهم، وذلك لضمان سلامة نظامهم الغذائي وحمايتهم من المخاطر الصحية المحتملة.
اقرأ أيضًا:نصائح للتعامل مع الطفل العنيد والعصبي
الملح
يجب الحذر من إعطاء طفلك الرضيع للملح، لأن كلاه تكون ذات قدرة محدودة للتخلص من الزيادة في الملح، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستوياته في الدم بشكل خطير.
الفراولة
تعد الفراولة من الأطعمة التي يجب الحذر من إعطاءها لطفلك الرضيع، لأنها من الممكن أن تتسبب بحساسية قد تتطور إلى طفح جلدي، أو غثيان، أو إسهال. كما لها تأثير على الجهاز الهضمي، فمعظم الرضع لا يستطيعون هضم الفراولة بشكل جيد في السنة الأولى من العمر، مما قد يؤدي إلى إسهال أو آلام في البطن.
توصيات عملية للتغذية الصحية والآمنة للأطفال الصغار الرضع
هناك بعض التوصيات العملية الهامة للتغذية الصحية والآمنة للأطفال الرضع
الرضاعة الطبيعية:
- الرضاعة الطبيعية هي الخيار الأفضل لتغذية الرضع حتى عمر 6 أشهر على الأقل.
- تساعد الرضاعة الطبيعية على تطور الجهاز الهضمي للطفل وتعزيز المناعة.
تأخير إدخال الأطعمة الصلبة:
- من المستحسن تأخير إدخال الأطعمة الصلبة حتى عمر 6 أشهر على الأقل.
- البدء ببعض الخضروات والفواكه اللينة المهروسة أولاً.
اقرأ أيضًا: أدعية للمولود الجديد
تجنب الأطعمة الحساسة:
- تجنب الأطعمة الشائعة في إحداث الحساسية كالفراولة والبيض والمكسرات في السنة الأولى.
- معرفة أي حساسية قد تظهر والتعامل معها بحذر.
تقليل الملح والسكر:
- تجنب إضافة الملح أو السكر إلى طعام الرضيع.
- استخدام البهارات الطبيعية والأعشاب بدلاً من الملح.
تنوع الأطعمة:
- تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة لضمان حصول الطفل على مختلف العناصر الغذائية.
- البدء ببعض الخضروات والفواكه قبل اللحوم والحبوب.
الحذر والمراقبة:
- مراقبة الطفل بعناية عند إدخال أي طعام جديد.
- البحث عن أي علامات حساسية أو رد فعل سلبي.
في ختام مقالنا لليوم، نستنتج أنه من المهم أن يكون الوالدان على دراية بالأطعمة التي يحذر على الرضيع تناولها، كالفراولة، والمكسرات والعسل وغيرها، لما تسببه من خطر الحساسية والاختناق والمشاكل الهضمية. بدلاً من ذلك، ينبغي التركيز على تقديم وجبات غذائية متوازنة وخالية من الملح والسكر، مع الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كمصدر رئيسي للتغذية. من خلال اتباع هذه الممارسات الغذائية الصحية، يمكن للآباء ضمان نمو وتطور طفلهم بشكل آمن وصحي.
