تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى الحفاظ على مكانتها كواحدة من أكثر الوجهات السياحية المرموقة والمتقدمة في العالم، وعلى الرغم من أنها تشتهر بشواطئها الجميلة إلا أن هناك قلقاً متزايداً بشأن احتمالية حدوث تسونامي في الإمارات وآثاره الممكنة. فهو حدث طبيعي نادر يتميز بموجات عاتية تتسبب في تغييرات هائلة في البيئة الساحلية، وعلى الرغم من أن تاريخ الإمارات لم يشهد أي تسونامي رئيسي في العصور الحديثة، إلا أنه لا يمكن تجاهل الاحتمالية الموجودة لحدوث هذا الحدث المدمر. على الرغم من أن احتمالية حدوث تسونامي في الإمارات قد تكون ضئيلة، إلا أن الوعي والتحضير الجيد لمثل هذه الكوارث الطبيعية يمكن أن يساهم في حماية الأرواح والممتلكات والحد من الأثر السلبي على البيئة والاقتصاد.
احتمالية حدوث تسونامي في الإمارات:
تسونامي هو موجة بحرية ضخمة تنشأ عادةً نتيجة لنشاط زلزالي تحت سطح المحيط. ومع أن الإمارات العربية المتحدة تقع على ساحل الخليج العربي، إلا أن احتمالية حدوث تسونامي في هذه المنطقة معتدلة لأن المحيط الهندي والبحر العربي ليس لهما سجل كبير في وقوع تسوناميات. تعتبر الفرصة لحدوث تسونامي في الإمارات العربية المتحدة نادرة لعدة أسباب:
- أولاً، المحيط الهندي والبحر العربي غير معروفين بنشاط الزلازل الكبيرة التي تؤدي إلى توليد تسونامي.
- ثانياً، هناك مضيق هرمز الضيق الذي يحجب وصول الموجات الكبيرة من المحيط الهندي إلى الخليج العربي.
ومع ذلك، فإنه لا يمكن استبعاد حدوث تسونامي نتيجة لظروف استثنائية مثل زلزال كبير يحدث في البحر العربي أو المحيط الهندي قرب المنطقة، وفي مثل هذه الحالات النادرة قد يحدث تسونامي محدود الحجم وقد يكون له تأثير محدود على السواحل الإماراتية.
إذا حدث تسونامي في الإمارات، فمن المحتمل أن يتسبب في تدمير جزئي للممتلكات الساحلية والمرافق البنية، وربما يتسبب في خسائر بشرية، ومن المهم العمل على تطوير نظام إنذار مبكر للتسونامي في المنطقة، وتوعية السكان بالإجراءات الوقائية والمخاطر المحتملة. معظم الجهود في الإمارات تتركز على الاستعداد للزلازل والأحوال الجوية السيئة مثل العواصف والفيضانات، حيث تعتبر هذه المخاطر أكثر احتمالية وتأثيراً على المنطقة.
العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث تسونامي في الإمارات:
تتواجد الإمارات العربية المتحدة في منطقة ساحلية استراتيجية على الخليج العربي، وتحظى بموقع جغرافي فريد، وعلى الرغم من أن الإمارات ليست معروفة بحدوث تسونامي بشكل شائع، إلا أن هناك عوامل محددة تزيد من احتمالية حدوث هذه الظاهرة الطبيعية القوية في المنطقة، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:
1. النشاط الزلزالي: تقع الإمارات في منطقة زلزالية نشطة وقد تشهد زلازل صغيرة بشكل منتظم، وإذا حدث زلزال قوي في المنطقة، فقد يتسبب ذلك في حدوث تحركات طبيعية في قاع البحر، مما يؤدي إلى تكوين موجات تسونامي.
2. الانهيارات الجليدية والانهيارات الأرضية: قد يحدث انهيار جليدي أو انهيار أرضي في المناطق القريبة من الإمارات، وهذا قد يتسبب في سقوط كميات كبيرة من المياه في البحر، مما يؤدي إلى تكوين موجات تسونامي.
3. الانزلاقات الطينية: في بعض الأحيان، قد يحدث انزلاق للتربة أو الطين في المناطق الساحلية، وذلك يمكن أن يؤدي إلى تحرك كميات كبيرة من المياه في البحر، مما يتسبب في حدوث تسونامي.
4. الزلازل البحرية: قد يحدث زلزال في قاع البحر بالقرب من الإمارات، وهذا يمكن أن يتسبب في تحركات في المياه وتشكيل موجات تسونامي.
تهدف هذه العوامل إلى تسليط الضوء على أن الإمارات ليست معرضة فقط لتأثيرات الزلازل والانهيارات الطبيعية، ولكن أيضاً لحدوث تسونامي. وبالتالي، يجب أن تكون هناك خطط طوارئ فعالة ونظام إنذار مبكر قوي للتعامل مع هذا الخطر المحتمل والحد من تأثيره المحتمل على السكان والممتلكات في الإمارات.
كيف تعرف أن تسونامي قادمة؟
تسونامي هو نوع من الكوارث الطبيعية التي تحدث عندما يحدث اضطراب كبير في قاع البحر، مثل زلزال قوي أو انهيار أرضي تحت الماء، فإذا كنت ترغب في معرفة ما إذا كان هناك تهديد بحدوث تسونامي، فإليك بعض الطرق الممكنة:
1. شبكات الرصد: توجد شبكات عالمية لرصد الزلازل والتحذير من حدوث تسونامي، تعمل هذه الشبكات على رصد النشاط الزلزالي في جميع أنحاء العالم وتحديد مستوى الزلازل واتجاهات الأمواج، فإذا حدث زلزال قوي في منطقة بحرية، فقد يشير ذلك إلى احتمالية وجود تهديد بحدوث تسونامي.
2. أجهزة الاستشعار عن بُعد: تستخدم الأقمار الاصطناعية والأجهزة الأخرى للكشف عن أي تغيرات في سطح البحر، مثل ارتفاع الموجات الضخمة أو تدفق غير طبيعي للمياه، فإذا تم رصد أي تغيرات كبيرة في سطح البحر، فقد يكون ذلك إشارة لإمكانية حدوث تسونامي.
3. أنظمة التحذير المبكر: توجد منظمات دولية تهتم برصد وتحذير من حدوث تسونامي، مثل المركز الدولي للتحذير من المد البحري والتهديد بالتسونامي (IOC/UNESCO)، تعمل هذه المنظمات على تبادل المعلومات والتنسيق مع الدول المعنية لإصدار تحذيرات مبكرة في حالة وجود تهديد بحدوث تسونامي.
إذا تلقيت تحذير بحدوث تسونامي، فمن الأفضل اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة فوراً، وقد تتضمن هذه التدابير الابتعاد عن المناطق الساحلية، والتوجه إلى المناطق المرتفعة، والاستماع إلى التعليمات المحلية والسلطات المعنية بالسلامة العامة.
اقرأ أيضًا:كيف واجهت الإمارات أول كارثة طبيعية حقيقية؟
كم كيلو متر يمتد التسونامي؟
تسونامي هو موجة بحرية ضخمة تنشأ عادةً نتيجة لنشاط زلزالي تحت سطح المحيط، ويمكن أن يمتد التسونامي على مسافات طويلة عبر المحيطات والبحار. ومع ذلك، فإن مدى انتشار التسونامي يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك قوة الزلزال وعمقه وطبيعة قاع المحيط وتضاريس السواحل التي يصلها التسونامي. قد يمتد التسونامي لعدة عشرات من الكيلومترات إلى مئات الكيلومترات.
في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يصل التسونامي إلى آلاف الكيلومترات، على سبيل المثال في عام 2004، تسبب زلزال المحيط الهندي بحدوث تسونامي هائل اجتاح سواحل عدة دول في جنوب شرق آسيا، وامتدت موجاته عبر المحيط الهندي لمسافة تزيد عن 5000 كيلومتر.
اقرأ أيضًا؛الكوارث الطبيعية التي يمكن أن تهدد الإمارات
متى يحدث تسونامي بعد الزلزال؟
تعتمد سرعة حدوث تسونامي بعد وقوع زلزال على عدة عوامل، بما في ذلك قوة الزلزال وعمقه وموقعه الجغرافي، إلى جانب خصائص البحر المحيط بالمنطقة المتأثرة.
عموماً، مكن أن يحدث تسونامي فوراً بعد الزلزال، أو قد يستغرق بضع دقائق أو ساعات، وفي بعض الحالات النادرة، قد يحدث تأخر في حدوث تسونامي يصل إلى عدة ساعات.
بعد وقوع الزلزال، يتم إصدار تحذيرات من التسونامي من قبل الهيئات المعنية، مثل مراكز التحذير من تسونامي في المناطق المتأثرة، وتعتمد هذه التحذيرات على تحليل سرعة الزلزال وعمقه وموقعه، ويتم إرسالها عبر وسائل الإعلام وأنظمة الإنذار المبكر للمساعدة في إجلاء السكان وتحذيرهم من خطر التسونامي.
في الختام، يمكننا أن نستنتج أن احتمالية حدوث تسونامي في الإمارات وآثاره الممكنة تعتبر منخفضة نسبياً، فرغم وجود السواحل على الخليج العربي، إلا أن المحيط الهندي والبحر العربي ليسا لهما سجل كبير في حدوث تسوناميات. مع ذلك، لا يجب أن نستهين بالمخاطر الطبيعية ونغفل عن الاستعداد والتوعية، إذ ينبغي على السلطات المحلية والمجتمع المدني أن يعملوا سوياً على تنمية النظم والخطط الاستعدادية لمواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة، بما في ذلك تسونامي محتمل.
وينبغي الاستثمار في تقنيات الإنذار المبكر وتعزيز الوعي بالسكان بشأن الإجراءات الوقائية والسلامة. لذا، يجب أن نعمل جميعاً على تعزيز الاستعداد والوعي بالمخاطر الطبيعية في المجتمع، وضمان تنفيذ إجراءات السلامة المناسبة.
