الابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج

الابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج
الابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج
الكاتب: كاتب الامارات العربية المتحدة
التاريخ: أغسطس 15, 2024

الابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج، من أهم المواضيع التي يهتم بها المواطنون والمستثمرون، حيث زادت الحاجة إلى الطاقة بسبب زيادة حجم التلوث الهائل والاحتباس الحراري الناتج عن الغازات المنبعثة من استخدام الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة. لذا باتت الدول بأجمعها ومنها دول الخليج العربي بحاجة إلى طاقة بديلة نظيفة قادرة على إنتاج الطاقة اللازمة دون أن تتسبب بالأضرار الجسيمة للوقود الأحفوري. ومن أجل ذلك تعمل دول الخليج العربي على الاستثمار والاستفادة من مواردها الطبيعية والابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج العربي. لذا سنتعرف في هذا المقال بشكل مفصل على الابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج، وكيفية الابتكار في هذا المجال.

ما هي الطاقة المتجددة؟

أصبحت الطاقة المتجددة في الوقت الحالي محط اهتمام العالم كله لكونها طاقة نظيفة بديلة عن استخدام الهيدروكربونات وتغني عنها وعن الانبعاثات الغازية الناتجة عنها، فما هي الطاقة المتجددة؟

الطاقة المتجددة أو الطاقة البديلة هي الطاقة التي يتم إنتاجها من مصادر طبيعية مثل الماء والرياح والشمس وغيرها. سميت بالمتجددة لكونها لا تنفد، حيث تتجدد باستمرار على عكس الطاقة الناتجة عن الوقود الأحفوري المعرض للنفاد في أي لحظة. كما أنها طاقة نظيفة وتعتبر صديقة للبيئة فهي لا تسبب تلوث. ومن أنواع الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية، طاقة الرياح والطاقة المائية.

وتسعى الدول العربية الآن لأن تستفيد من هذه الطاقة ويتم السعي للابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج العربي نظراً لموقعه الجغرافي الذي يؤهله للاستفادة القصوى من طاقة الشمس والرياح.

ما هي الطاقة المتجددة
ما هي الطاقة المتجددة

موارد الطاقة المتجددة في الخليج العربي:

تعتبر دول الخليج العربي بمثابة كنز للطاقة، فهي من ناحية غنية بالوقود الأحفوري، ومن ناحية أخرى فلديها العديد من المقومات للاستفادة من الطاقة المتجددة في الخليج. حيث يمتلك مساحات واسعة من الصحاري التي تسطع فيها الشمس بقوة مما يمكنه من الاستفادة منها لتوليد طاقة نظيفة.

وبحسب دراسة حديثة للبنك الدولي، فإن دول الخليج تتمتع بأعلى المستويات العالمية لإمكانات الطاقة الكهروضوئية (PV). وفقًا لما نقله المجلس الأطلسي، حيث أظهرت الدراسات أن المتوسط الإشعاع الشمسي السنوي داخل دول الخليج يعادل 1.1 برميل من النفط المكافئ لكل متر مربع. كما نالت السعودية والإمارات مركزاً ضمن أفضل 15 دولة على مستوى العالم من حيث مقومات الطاقة الشمسية.

اقرأ أيضاً:التلوث البيئي: أسبابه وحلوله

الابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج:

يتم السعي حالياً إلى الاستفادة من الإمكانات المتوافرة لتطوير طرق لاستخدام الطاقة المتجددة في الخليج. وبشكل عام تعتبر المملكة العربية السعودية ودبي سباقتان في مجال الاستفادة من الطاقة البديلة.

كما أن بعض الدول الأخرى بدأت بتنفيذ بعض المشاريع في هذا المجال. على سبيل المثال بدأت قطر بتنفيذ مشروعين في مجال الطاقة المتجددة هما:

  • مصنع الأمونيا الزرقاء: مصنع الأمونيا الزرقاء يمكن أن يكون المدخل الأساسي لوقود الهيدروجين والذي يعتبر المكون الأساسي للطاقة المتجددة، كما أنه وقود صديق للبيئة ونظيف.
  • مصنع الطاقة الشمسية بالدوحة: ما يميز هذا المصنع هو أنه يعطي طاقة كهربائية بتكلفة قليلة.

اقرأ أيضًا:أهم شركات التأمين في الإمارات وأنواعها

ابتكارات دبي في مجال الطاقة المتجددة:

تعتبر دبي رائدة في مجال الاستفادة من الطاقة المتجددة في الخليج وسباقةً في الابتكار في هذا المجال. وهي تتبع الآن استراتيجية جديدة أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، وتهدف هذه الاستراتيجية لأن تكون دبي المدينة الأقل في الاستهلاك الكربوني لتوليد الطاقة بحلول عام 2050. بحيث يتم توليد 75 % من الطاقة من خلال الموارد الطبيعية والطاقة المتجددة.

تتضمن هذه الاستراتيجية بنية تحتية وتمويل كافي لتنفيذ هذا المشروع، لذلك أطلقت العديد من المبادرات مثل مجمع محمد بن رشد آل مكتوم أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم ضمن مكان واحد مع طاقة إنتاجية هائلة متوقع أن تبلغ 5000 ميجاوات في عام 2030. في حين أنها تبلغ حالياً 1013 ميجاوات بتقنية الألواح الشمسية الكهرضوئية.

أما المشاريع قيد التنفيذ الحالي فتبلغ قدرتها 1850 ميجاوات بتقنيتي الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة. ويجب التنويه على أن الشركة السعودية أكوا باور تشارك في عدد من مشاريع مجمع محمد بن رشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.

كما يتحقق الابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج من خلال سعي دبي إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة من إجمالي الطاقة المستهلكة إلى 75% بحلول عام 2050 لتكون بذلك مركزاً سباقاً عالمياً للطاقة البديلة.

ويتم حاليا التعاون ما بين هيئة كهرباء ومياه دبي مع العديد من الشركات لتطوير وابتكار أساليب تقنية في الطاقة المتجددة في الخليج. حيث تعاونت الهيئة مع شركتي سيمنس وإكسبو في عام 2020 لتنفيذ مشروع الهيدروجين الأخضر الذي يهدف لإنتاج غاز الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية ضمن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم.

وهذا المشروع هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط حيث سيتم إنتاج الهيدروجين وتخزينه لاستخدامه في مجالات متعددة.

تم أيضاً إطلاق مبادرة “شمس دبي” التي تدعو لتركيب ألواح شمسية على المنازل واستخدامها لتوليد الكهرباء وتهدف هذه المبادرة لأن يتم تركيب ألواح شمسية لكل منازل الإمارة بحلول عام 2030.

إليك أيضاً: تصريف مياه الأمطار في الإمارات

ابتكارات السعودية في مجال الطاقة المتجددة:

تسير المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق استخدام أفضل للطاقة المتجددة في الخليج. لذلك كان قد أطلق صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء مبادرة السعودية الخضراء في عام 2021م، وذلك من أجل تضافر الجهود للانتقال للطاقة النظيفة.

قد اجتمع عدد من المسؤولين لمناقشة مدى التقدم الذي تحرزه المملكة العربية السعودية في سعيها لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060. وتعمل المملكة بجهد كبير لتحقيق هدفها المتمثل في تخفيض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030م.

كما تسعى المملكة للوصول إلى استخدام مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء بما يقارب 50% للغاز الطبيعي و50 % للطاقة المتجددة بحلول عام 2030م. وهو ما يكافئ استبدال ما يقارب مليون برميل مكافئ من الوقود السائل المستخدم حالياً.

وفي عام 2022م شهدت المملكة العربية السعودية ربط مشاريع طاقة متجددة بسعة 2,100 ميجاوات بشبكة الكهرباء الوطنية، لتبلغ بذلك السعة الإجمالية لمصادر الطاقة المتجددة المستخدمة إلى 2,800 ميجاوات أي ما يكفي لتزويد أكثر من 520 ألف منزل بالطاقة الكهربائية.

وكجزء أساسي من الابتكار المستمر في تطوير الطاقة المتجددة في الخليج فإن السعودية تستمر بإحراز تقدم واضح في مشروع إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم. كما وقّعت المملكة عدداً من الاتفاقيات الثنائية مع عدد من الشركات العالمية في عام 2023م؛ وذلك بغاية التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين النظيف والأخضر في المملكة وتصديره.

ابتكارات السعودية في مجال الطاقة المتجددة
ابتكارات السعودية في مجال الطاقة المتجددة

ختاماً يمكن القول بأن الحكومات الخليجية وبشكل خاص الإمارات السعودية قد أبهرت العالم بروعة المشاريع التي تنفذها للتحول نحو الطاقة البديلة البديلة والابتكار في مجال الطاقة المتجددة في الخليج. فقد اتخذت خطوات كبيرة وفعالة لإنجاز هذه المشاريع، ومن المتوقع أن تكون هاتان الدولتان مصدر إلهام للدول الأخرى للتوجه نحو الطاقة البديلة التي تغني عن الوقود الأحفوري وسلبياته. فكل الجهود العالمية والعربية تنصب الآن على الطاقة النظيفة وكيفية الاستفادة منه

أقرأ ايضاً:


أنت مارأيك بالموضوع ؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *