تُعتبر الكحة عند الأطفال من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الأطفال في مراحل النمو المبكرة، وقد يثير هذا الأمر قلق الآباء ويدفعهم للبحث عن الأسباب المحتملة والطرق المناسبة للعلاج. إذ إن سلامة وصحة الأطفال تعتبر أولوية قصوى بالنسبة للعائلات، ولذلك سنقدم لكم في مقالنا لليوم معلومات شاملة وتفصيلية متعلقة بسبب الكحة عند الأطفال وطرق العلاج التي تناسب كل حالة.
سبب الكحة عند الأطفال وطرق العلاج:
يُعتبر السعال من الأعراض الشائعة التي تظهر عند الأطفال، وقد يكون مصدر قلق للآباء والأمهات. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الكحة لدى الأطفال، ومن المهم التعرف على تلك الأسباب وتحديد السبب المحدد للكحة لتقديم العلاج المناسب وتخفيف الأعراض المصاحبة، ومن أبرز هذه الأسباب:
- الإصابة بنزلات البرد: يُعتبر السبب الأكثر شيوعاً للسعال عند الأطفال.
- التهاب الجيوب الأنفية: يمكن أن يسبب التهاب الجيوب الأنفية حدوث سعال لدى الأطفال.
- حساسية الأنف: قد تتسبب حساسية الأنف، مثل الحساسية للأتربة أو الحيوانات الأليفة، في ظهور أعراض السعال.
- التهاب اللوزتين: يُعتبر التهاب اللوزتين أحد الأسباب المحتملة للسعال عند الأطفال.
- تشنج القصبات: في حالات الربو، يمكن أن يتسبب تشنج القصبات في حدوث السعال لدى الأطفال.
- التهاب القصبات الهوائية: يعتبر التهاب القصبات الهوائية سبباً آخر للسعال عند الأطفال.
- التهاب الرئة: في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب التهاب الرئة في ظهور أعراض السعال.
- الارتجاع الحمضي: يمكن أن يؤدي الارتجاع الحمضي، الذي يتسبب في تدفق عكسي لحمض المعدة إلى المريء، إلى حدوث السعال عند الأطفال.
عندما يعاني الطفل من الكحة، يصبح توفير الراحة وتخفيف الأعراض أمراً ضرورياً له وللأسرة بأكملها. يتباين علاج السعال لدى الأطفال بناءً على السبب الذي أدى إلى حدوثه، ومع ذلك في معظم الحالات يُعزى سبب السعال إلى الإصابة بعدوى فيروسية، وبالتالي يتطلب الطفل في هذه الحالة بعض الإجراءات للتخفيف من الأعراض. إذ يجب أن يحصل الطفل على فترات راحة مناسبة، وتشجيعه على شرب السوائل بكميات كافية للحفاظ على الترطيب.
اقرأ أيضًا:الغيرة عند الأطفال: الأسباب والعلاج
علاج الكحة عند الأطفال في المنزل:
يجب أن يتم تنفيذ هذه الاقتراحات بعناية وبمشورة الطبيب المعالج، ويجب مراعاة العمر والحالة الصحية العامة للطفل.
إذ يوجد عدة نصائح مهنية لعلاج الكحة عند الأطفال في المنزل وتشمل ما يلي:
- تناول العسل: يُنصح بإعطاء نصف ملعقة صغيرة من العسل لتهدئة الكحة لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات، وملعقة واحدة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة، وملعقتين للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 سنة، ومع ذلك يجب تجنب إعطاء العسل للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد.
- شرب السوائل: يعتبر شرب السوائل أمراً مهماً لعلاج الكحة لدى الأطفال سواء كانت الكحة مصحوبة ببلغم أو كانت جافة، بالإضافة إلى دورها في منع الجفاف، حيث يجب تشجيع الأطفال على شرب كميات كافية من الماء والعصائر الطبيعية، وفي حالة الأطفال الذين تحت عمر 6 أشهر، يجب الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، بينما يمكن إضافة الماء والعصائر إلى نظام الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ذلك العمر، وقد يكون من الضروري استخدام محاليل تعويض السوائل بعد استشارة الطبيب إذا كان الطفل يعاني من الجفاف.
- أجهزة ترطيب الجو: يساعد استخدام أجهزة ترطيب الجو في تخفيف الكحة لدى الأطفال أثناء النوم، حيث يمكن استخدام جهاز الترطيب أو وضع وعاء مملوء بالماء في الغرفة لزيادة الرطوبة وتهدئة الجهاز التنفسي للطفل.
- قطرات الأنف: يمكن استخدام قطرات الأنف التي تحتوي على الماء والملح لتنظيف الأنف وتقليل التنقيط الأنفي الخلفي، يمكن استخدامها مع أداة شفط السوائل من الأنف لإزالة البلغم المتراكم.
- تجنب المهيجات: يجب إبعاد الطفل عن المهيجات مثل دخان السجائر والمواد الكيميائية القوية، حيث يمكن أن تسبب تهيجاً للشعب الهوائية وتزيد من حدة الكحة.
من الضروري استشارة الطبيب المعالج قبل تنفيذ أي نصيحة ومراعاة العمر والحالة الصحية العامة للطفل.
علاج الكحة عند الأطفال بالأدوية:
في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية لمعالجة الكحة عند الأطفال، تبعاً لما يلي:
1. أدوية الكحة للأطفال:
تتوفر العديد من الأدوية التي تستخدم لعلاج الكحة عند الأطفال، وعادة ما تكون على شكل شراب، تحتوي هذه الأدوية على مكونات متنوعة تشمل:
- مثبطات السعال مثل الديكستروميثورفان.
- طاردات البلغم مثل الجوافينيسين.
- ومزيلات الاحتقان مثل السودوإيفيدرين.
- ومضادات الحساسية مثل الديفينهيدرامين، وأيضاً خافضات الحرارة والمسكنات مثل الباراسيتامول.
يُنصح عموماً بعدم استخدام أدوية السعال للأطفال إلا بناءً على توصية الطبيب، نظراً لثبوت وجود آثار جانبية متعددة لهذه الأدوية على الأطفال، مثل التهيج وحدوث التشنجات. تتضمن التوصيات الحالية لمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن استخدام أدوية السعال للأطفال عدة نقاط مهمة:
- أولاً، يجب تجنب استخدام أدوية السعال في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات ما لم يوصي بها الطبيب بشكل صريح.
- ثانياً، يجب عدم إعطاء الأطفال أي دواء يكون مخصص لاستخدام البالغين.
- وأخيراً، ينبغي تجنب استخدام أي دواء لعلاج الكحة للأطفال بالتزامن مع أي دواء آخر لعلاج البرد أو السعال.
اقرأ أيضًا:أدعية للمريض بالشفاء العاجل
2. المضادات الحيوية:
ينبغي استخدام المضادات الحيوية في علاج الكحة لدى الأطفال فقط عندما يكون السبب وراء الكحة هو عدوى بكتيرية، وذلك بعد استشارة الطبيب. ويجدر بنا أن نعلم أن المضادات الحيوية لا تكون ذات أهمية أو فائدة في علاج العدوى الفيروسية، كما يوصى بشدة بعدم تناول المضادات الحيوية دون الحاجة الضرورية، لأن ذلك يُسبب عدم فعالية هذه الأدوية عند استخدامها في المستقبل. يجب أن نعتمد على الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية وفقاً لتوجيهات الأطباء للحفاظ على فعاليتها ومكافحة المقاومة البكتيرية.
أنواع الكحة عند الأطفال:
تتنوع أنواع الكحة التي يعاني منها الأطفال بناءً على طبيعتها والحالة الصحية التي تُسببها، وفيما يلي نستعرض أبرز أنواع السعال عند الأطفال:
- السعال الليلي: يلاحظ زيادة الكحة لدى الأطفال أثناء النوم عند إصابتهم بنزلات البرد، إذ تعود أسباب زيادة الكحة في الليل إلى تراكم المخاط في الحلق نتيجة التنقيط الأنفي الخلفي عند الاستلقاء، كما يمكن أن يزداد السعال الناجم عن الربو خلال فترة النوم.
- السعال خلال النهار: يتزايد الكحة لدى الأطفال بسبب تعرضهم للهواء البارد، وكذلك بسبب تواجدهم في محيطات تحتوي على مثيرات مثل دخان السجائر أو وبر الحيوانات الأليفة.
- السعال مصحوباً بالحمى: قد يرافق الكحة ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم بشكل خفيف، ويكون ذلك نتيجة إصابة الطفل بنزلات البرد، ومع ذلك فإن السعال المرافق لارتفاع درجة حرارة الجسم التي تتجاوز 39 درجة مئوية قد يكون علامة على وجود التهاب رئوي، خاصة إذا كانت التنفسية لدى الطفل سريعة ويعاني من التعب.
- السعال المرافق للقيء: قد يؤدي السعال المتكرر وخاصةً إذا كان سعال شديد إلى حدوث القيء لدى الأطفال، بالإضافة إلى ذلك قد يحدث السعال مع الترجيع عند الأطفال نتيجة ابتلاع كمية كبيرة من المخاط، مما يسبب تهيج المعدة والشعور بالغثيان وربما القيء.
- السعال المصحوب بالصفير أو الأزيز: قد يعاني الطفل من سعال مصحوب بصوت صفير عند التنفس نتيجة إصابته بالربو، أو التهاب القصيبات الفيروسي، أو استنشاق جسم غريب.
- السعال المستمر: قد يستمر السعال عند الأطفال لعدة أسابيع نتيجة للعدوى الفيروسية، خاصةً إذا كان الطفل يعاني من تكرار إصابته بنزلات البرد، بالإضافة إلى ذلك قد يحدث السعال المستمر بسبب الربو، أو الحساسية، أو التهابات الجيوب الأنفية المزمنة. ولذا، ينبغي استشارة الطبيب إذا استمر السعال لأكثر من 3 أسابيع.
- السعال الديكي: يشير إلى نوبات متتالية من السعال، وبعد الكحة يحدث صوت صياح يشبه صياح الديك، يصيب غالباً الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد أو الذين لم يحصلوا على تطعيم الثلاثي بعد.
- السعال النباحي: يتميز بسعال شديد يشبه النباح، وعادةً ما يحدث عند الأطفال خلال النوم نتيجة تورم الممرات التنفسية، يحدث غالباً في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات.
في ختام مقالنا لليوم حول سبب الكحة عند الأطفال وطرق العلاج، يمكننا أن نستنتج أن هناك عدة أسباب محتملة لحدوث الكحة عند الأطفال، بدءًا من نزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي، وصولاً إلى الربو والحساسية. إذ يجب أن يتم تقييم الحالة الصحية للطفل بعناية واستشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق للكحة وتقديم العلاج الملائم. تشمل طرق العلاج تخفيف الأعراض وتسهيل التنفس، مثل استخدام المرطبات والشرب الكافي للسوائل، كما يمكن أن يوصف الأدوية المضادة للالتهابات أو مضادات الهيستامين في حالة وجود حساسية. علاوة على ذلك، ينبغي اتخاذ بعض الاحتياطات الوقائية للوقاية من الكحة، مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب التعرض للعوامل المهيجة مثل الدخان والغبار، كما يُنصح بتطعيم الأطفال وفقاً للجدول الزمني الموصى به للحماية من العدوى المعدية التي قد تسبب الكحة.
باختصار، فإن فهم أسباب الكحة عند الأطفال واختيار العلاج المناسب يعدان خطوتين أساسيتين في تحسين صحة الطفل وراحة العائلة بأكملها.