إن الشخص الانطوائي من أكثر الأشخاص التي يصعب التعامل معها، كونه يفضل البقاء بمفرده بمنأى عن الآخرين، ليس بالضرورة أن يكون منعزلاً عن المجتمع لكنه يستمتع بقضاء وقته بمفرده، وليس شخصاً عدائياً أو سلبياً كما يظن الكثير، لذلك ورغبة من الكثير بمعرفة المزيد عن مختلف الشخصيات والكثير من الجوانب المتعلقة بها وكيف يمكننا التعامل مع حالات كثيرة،نتعرف أكثر في هذا المقال عن صفات الشخص الانطوائي، وطرق التعامل معه بشكل جيد وسليم.
صفات الشخص الانطوائي:
كما ذكرنا في بداية المقال، الشخص الانطوائي ليس شرط أن يكون منعزل عن الآخرين أو أن يكون ضمن حالة متطورة من العزلة التي تسبب حالات نفسية سيئة للفرد، بل إن الانطوائي وعلى الرغم من وجود بعض السلبيات في حالته فإنه شخص يحب قضاء وقته بمفرده أكثر من أن يكون برفقة الآخرين.
وبناء على ذلك فقد وصف الخبراء الانطوائية بأنها مشكلة نفسية ترافق الفرد نتيجة لعوامل كثيرة، ووفق ذلك فقد تم التوصل إلى أهم الصفات التي يتمتع بها الشخص الانطوائي مع العلم أن هذه الصفات ليست ثابتة إذ يمكن لبعض الأشخاص الانطوائيين أن يظهروا صفات مختلفة وذلك وفقاً للبيئة والتربية والتجارب الشخصية:
1. الحساسية الاجتماعية: عادة ما يكون الشخص الانطوائي حساساً للمحيط الاجتماعي، وهذا ما قد يتسبب له بالشعور بالخجل من الآخرين أو التوتر والإرهاق أو حتى الخوف في المواقف الاجتماعية المكثفة، كما أنه قد يتطلب وقت للتأقلم مع المجتمع والتفاعلات الاجتماعية.
2. التركيز الداخلي: من أبرز صفات الشخص الانطوائي أنه يمتلك قدرة كبيرة على التركيز والانتباه العالي لفترات طويلة، وخاصة التركيز على مهامه ومشاريعه، وقد وجدت دراسات عديدة أن الشخص الانطوائي لديه قدرة كبيرة على تحقيق ما يرغب به دون تشتت انتباهه بالعوامل الخارجية.
3. قلة الكلام: من أكثر ما يميز الشخص الانطوائي أنه قليل الكلام، وربما لأنه يكون ذو فكر مشتت وطبيعة خجولة؛ على الرغم من ذلك هنالك الكثير من الشخصيات الانطوائية تفكر كثيراً وتتكلم قليلاً، لذلك فهم يفضلون كتابة أفكارهم والتقليل من الكلام.
4. حب العزلة: الشخص الانطوائي يحب أن يكون بمعزل عن الآخرين والاختلاط معهم، كما يفضل الاستقلالية والاستقرار في الحياة العملية والاجتماعية، حيث يميل إلى الانغماس في عالمه الخاص ويشعر بالاسترخاء والراحة عندما يكون وحيداً أو في بيئة هادئة.
5. الإبداع والتفوق في العمل الفردي: قد تكون هذه ميزة بحد ذاتها يتمتع بها الشخص الانطوائي، فعلى الرغم من بعض الصفات السلبية أو التي قد تتسبب بآثار سلبية له، فإن الشخص الانطوائي في بعض الأحيان يتمتع بقدرة عالية على الإبداع والعمل الفردي بشكل متميز ، ويستطيع التركيز والانغماس في المهام الشخصية وتحقيق الإنجازات العالية.
اقرأ أيضًا:أشهر صفات الشخص الخبيث وكيفية التعامل الصحيح معه
طرق التعامل مع الشخص الانطوائي:
يتطلب التعامل مع الشخص الانطوائي الكثير من الحرص والحذر بحيث لا يتم أذيته نفسياً، والالتزام بمراعاة مشاعره وعدم نقده بطريقة محبطة. وفيما يلي سوف نتطرق لذكر أفضل طرق التعامل مع الشخص الانطوائي وذلك حسب أهم الأخصائيين وخبراء النفس:
- جذبه للحوار مع الناس: من المؤكد أن الشخص الإنطوائي لديه الكثير من الهموم التي تؤرق راحته، لذلك يمكنك محاولة الدخول في حياته والتقرب منه لمعرفة ما الأشياء التي يحب ممارستها؟ كالرياضة أو الجلسات الأدبية، كذلك التحدث معه عما يشعره بالقلق ويجعله يميل إلى العزلة فتحاول التخفيف عنه، ليدخل في الحوار تلقائياً ويعبر عن ذاته مع مرور الوقت مما يزيد تفاعله مع محيطه.
- تحقيق الشعور بالأمان: يميل الأشخاص الإنطوائيين إلى العزلة والابتعاد عن البشر كوسيلة يدافعون بها عن أنفسهم بسبب شعورهم بقلة الأمان والراحة النفسية مع محيطهم، لذا تستطيع تخفيف وطأة الخوف من الاختلاط عنهم عن طريق تقديم الدعم المعنوي وإحساسهم بأنهم أشخاص محبوبين ولديهم أصدقاء ينتظرون وجودهم، والمزيد من العبارات المطمئنة التي تؤكد وجودك بجانبهم في أزماتهم.
- تعلّم هوايات جديدة وممارسة الرياضات: من أبرز صفات الشخص الانطوائي أنه يحب ممارسة الهوايات الخاصة به، لذا تستطيع أن تخرج هؤلاء الأشخاص من عزلتهم من خلال الكثير من الأساليب، أبرزها إقناعهم بممارسة الرياضات الجماعية التي تتطلب الاختلاط بالآخرين، مثل لعب كرة السلة أو الطائرة أو الذهاب معهم بشكل يومي للنادي الرياضي، وهذا مايساعدهم لبناء أصدقاء جدد، بالإضافة إلى تعليمهم المهن الفنية التي تساعد في تعبيرهم عن ذاتهم وتفريغ مشاعرهم كالرسم والعزف أو التصوير مثلاً مما يشجعهم للبدء من جديد.
- تجنب انتقاده وتذكيره بالتصرفات السلبية: لابدّ أن توجيه الانتقادات للشخص الإنطوائي لن يسبب له سوى المزيد من العزلة والخوف من البشر وهذا ما سيضعف من ثقته بنفسه ويؤزّم وضعه بشكل أكبر، لذلك قم بتوجيه النصائح بلطف له، وحاول ألا تذكره بالأشياء السلبية التي تسببت بعزلته وأوضح له أن ماتعرض له هو تصرفات فردية فقط وليس كل من يتعامل معهم هكذا.
- استخدام لغة الجسد بشكل إيجابي معه: يمكنك أن تساعده أيضاً من خلال تركيز اهتمامك عليه كأن تنظر إلى عينيه مباشرةً عند الحديث، بالإضافة إلى مساعدته على تعلّم عدم غض طرفه والهروب من عيون الذين يحادثهم، هذا بدوره سيعزّز ثقته بنفسه ويزيد اندماجه.
- تلبية الدعوات الاجتماعية: بعد كل ما ذكرناه فمن المهم أن تشجّعه على تلبية دعوات المحيطين له والخروج معهم في نزهات، أو حضور حفلات الأقارب واجتماعات العائلة والأصدقاء، مما يزيد من فكرة الاحتكاك بالأشخاص لديه ويعزز فرصة منحه الشعور بالراحة والسلام الداخلي عند ملاحظة اهتمام محيطه بوجوده.
اقرأ أيضًا:أنماط الشخصية الأربعة وصفات كل نمط
أفكار خاطئة عن الانطوائيين:
في إطار الحديث عن الشخص الإنطوائي، فقد لفت انتباهنا وجود عدة أفكار مغلوطة عنه، نذكر لكم منها:
- الخجل: يميل بعض أصحاب الشخصية الإنطوائية إلى الخجل عند رؤية الآخرين أو احمرار الوجه عند التحدث مثلاً، ولكن هذه الصفة هي طبيعة حسب الشخص ولا تنطبق على كل الانطوائيين.
- الافتقار إلى مشاعر الودّ والحميمية: جرى الاعتقاد أنهم غير لطيفين ولا يستطيعون تقديم مشاعر الإلفة والمحبة لمن حولهم، وذلك بحكم اقتصار تواجدهم على الأشخاص المقربين جداً منهم والرغبة الدائمة لهم بالبقاء وحيدين، إلا أن ذلك لن يؤثر بشكل قاطع على اللّطف واللياقة مع الآخرين.
- عدم القدرة على تقلد المناصب القيادية: من الأفكار الخاطئة أيضاً الحكم بعدم قدرة الشخص الانطوائي على امتلاك زمام الأمور وتولي المناصب القيادية، باعتبار أنها تتطلب أشخاص بصفات قوية ومنفتحة على المحيط، ومع ذلك فإن الإنطوائي هو المؤهل بشكل أكبر لتلك المناصب لأن من أهم صفاته هو التركيز الدقيق، وتحديد الأهداف بعيدة المدى، بالإضافة لقدرته على تركيز انتباهه إلى الناس والاستماع بشكل جيّد لهم.
- الغموض وصعوبة التعرف على الانطوائيين: قد يصعب على الناس معرفة أن هذا الشخص لديه صفات انطوائية وذلك لأنه يتصف بالغموض والعلاقات الوثيقة المحددة التي لا تبنى من مجرد تبادل حديث قصير وغير مهم معه.
وفي ختام مقالنا، نأمل أن نكون قد قدمنا معلومات وافية عن الشخص الإنطوائي وطرق التعامل معه، والتي تتطلّب المزيد من الحرص والاهتمام بمشاعره، كي لا تخلق فجوة نفسية جديدة مع محيطه، لذلك نتمنى أن يتم الاهتمام بهؤلاء الأشخاص ومحاولة تقديم الدعم المعنوي الكامل لهم لزيادة ثقتهم بأنفسهم، وجذبهم للحياة من جديد.
