اقترب شهر الرحمة والعبادة والقرآن الكريم، والذي يسارع فيه المؤمن لاستغلال كل لحظة منه في العبادة وذكر الله عز وجل وقراءة القرآن الكريم وتأدية الأعمال الصالحة، وذلك تمييزاً لهذا الشهر الفضيل عن غيره من الأشهر والسعي للفوز بالجنة والتخلص من جميع العادات السيئة التي يحملها الفرد.
وبسبب سعي المؤمن إلى الالتزام بإكثار الصلاة تأدية الزكاة وإطعام المسكين وغيرها الكثير من الأعمال الصالحة سنقدم في هذا المقال أهم الأعمال الصالحة والعبادات التي لا بد على المؤمن أن يلتزم بها خلال شهر رمضان والتي ترفع مرتبة المؤمن وتغذّي رصيد حسناته.
عبادات في رمضان:
يوجد مجموعة عبادات عليك الالتزام بها في رمضان تساعدك بشكل كبير في زيادة تقربك من الله عز وجل وكسب الثواب والأجر، ومن ضمن هذه العبادات نذكر:
- يحبذ الاستيقاظ في شهر رمضان الفضيل قبل طلوع الفجر بساعتين، ومن ثم تقسيم هاتين الساعتين إلى أربع أنصاف، حيث يقوم المؤمن في النصف الأول بقيام الليل، وفي النصف الثاني بقراءة جزء كامل من القرآن الكريم، بينما في النصف الرابع يتحضر للسحور ويذكر الله تعالى بشكل متكرر في هذه الأثناء، أما النصف الأخير يتسحر به وفي حال بقاء وقت إضافي يفضل أن يصلي المؤمن ركعتين ويقرأ أذكار الصباح.
- كما يستحسن الاستيقاظ قبل صلاة الظهر بساعة، وذلك من أجل قراءة نصف جزء من القرآن الكريم وصلاة الضحى، وبالنسبة لسنة صلاة الظهر فهي أربع ركعات قبل وركعتين بعد.
- تحضير الطعام وتنظيف المنزل مع الاستمرار بإشغال اللسان بالاستغفار والذكر والتسبيح.
- من المحبب قيامه في هذا الشهر الفضيل أيضاً هو قراءة نصف جزء من القرآن الكريم قبل العصر والإكثار من الدعاء وذكر الله ومن ثم صلاة العصر.
- قراءة أذكار المساء أثناء إعداد الفطور.
- كذلك الإكثار من ذكر الله تعالى أثناء الإفطار، ولا ننسى أن دعوة الصائم وقت الإفطار لا ترد من الله عز وجل، ومن الأفضل البدء بتناول التمر أو الحليب، أما بالنسبة لصلاة المغرب يحبذ أن تكون في وقتها قبل الإفطار والسنة ركعتين بعد.
- يجب ترديد الأذان مع المؤذن والدعاء بعد الأذان، ومن ثم صلاة العشاء ويفضل أداء سنة العشاء والصلاة ركعتين بعدها، ومن ثم القيام بصلاة التراويح وهي عبارة عن إحدى عشر ركعة يتم صلاتها مثنى مثنى ومن ثم الوتر وقراءة جزء كامل من القرآن الكريم.
- يتم الجلوس مع الأسرة وقضاء وقت ممتع معهم ومن ثم الخلود للنوم لإعادة برنامج العبادات التي عليك الالتزام بها في رمضان، والتي نضمن لك فيه ختم القرآن أكثر من مرة والتقرب الكبير من الله تعالى.
- من الضروري جداً في شهر رمضان الفضيل الإكثار من الاستغفار والتسبيح وأذكار الصباح والمساء لتغذية رصيد حسناتك فهذا لا يقل أهمية عن أية عبادات عليك الالتزام بها في رمضان
- الالتزام بقراءة جزء على الأقل من القرآن الكريم يومياً لضمان ختمه خلال شهر رمضان، والذي لا يستغرق أكثر من نصف ساعة في اليوم.
- ليالي شهر رمضان مميزة عن غيرها من ليالي الأشهر فلنستغل كل لحظة منها ونعيمها لتثقيل ميزان الحسنات.
- في آخر عشر أيام من شهر رمضان يفضل الإكثار من الدعاء بالعفو وترديد “اللهم إنك عفواً تحب العفو فأعفِ عنا”.
- من الجميل جداً تقديم وجبة إفطار يومياً لشخص واحد فقط تشعر أنه محتاج وفقير، فتأخذ أجر مضاعف على صيامك وصيامه.
- العمل دائماً على تقليل الكلام والإكثار من ذكر الله تعالى في هذا الشهر الفضيل
- تذكر أن الهدف من شهر رمضان تعلم الصبر والامتناع عن الشهوات والذنوب، وليس المظاهر والتبذير والعزومات.
أكثر الأعمال المستحبة في رمضان:
يسعى المؤمن إلى الإكثار من الأعمال الصالحة وتنظيم جدول عبادات عليك الالتزام بها في رمضان لنيل مراتب عالية في الجنة ورفع ميزان الحسنات لديك، ومن ضمن أهم الأعمال الصالحة نذكر:
1- قيام الليل:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرورة قيام الليل والحسنات المضاعفة التي ينالها المؤمن بعدها، وذلك في الحديث الشريف عن أبي هريرة(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
2- الدعاء:
يحتاج المؤمن في كل حياته إلى توفيق الله تعالى والتقرب منه من أجل تيسير أموره وأعماله، وهذا يتم بالدعاء المستمر وذكر الله تعالى في كل لحظة، وقد قال سبحانه وتعالى(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
3- الاعتكاف:
ويقصد به انشغال القلب بمحبة الله تعالى وذكره المستمر والتخلص من المعاصي والشهوات، والذي يساعد بشكل كبير في تطهير القلب من الخطايا والذنوب وبقاء حب الله وذكره مكانها.
4- قراءة القرآن الكريم:
شهر رمضان هو شهر نزول القرآن الكريم، وبالتالي يجب على المؤمن الإكثار من قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل والاهتمام بكتاب الله عز وجل.
5- العمرة في شهر رمضان الفضيل:
تتميز العمرة في شهر رمضان بأنها بمثابة الحج وحسناتها مضاعفة، وبالتالي لا بد للمؤمن القادر أن يسعى لأداء العمرة في هذا الشهر الفضيل.
6- الابتعاد عن المعاصي والغيبة والنميمة:
يساعد الصيام على ترك التدخين والأصدقاء الفاسدين والسهر وغيرها، والإكثار من الأعمال الصالحة والصلاة وقراءة القرآن الكريم.
7- إطعام المسكين:
من الجميل جداً تذكر الصائم لشخص محتاج أو فقير وقت الإفطار وتقديم وحبة طعام له، حيث تساعده بشكل كبير في مغفرة الذنوب وأخذ أجر مضاعف على صيامه.
ماذا كان يفعل رسول الله ﷺ في شهر رمضان؟
كان رسول الله ﷺ أحسن الناس خلقاً ومثل أعلى للمؤمنين، ومن هنا يسعى المؤمن للقيام بجميع أعماله والالتزام بها، والتي نذكر منها:
1- إفطار الرسول وسحوره في شهر رمضان الفضيل:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الإفطار على رطب، وإن لم يجد رطب يفطر على تمر وإن لم يجد تمر يفطر على ماء، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصف طعام السحور بالطعام المبارك ويحث المسلم على الالتزام به.
2- مدارسة الرسول القرآن في شهر رمضان الفضيل:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقسم القرآن إلى أجزاء في ليالي رمضان الفضيل، فقد كان جبريل عليه السلام يدارس الرسول القرآن في شهر رمضان ويلتزم به.
3- كثرة تصدق الرسول في شهر رمضان الفضيل:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معروف بكرمه وجوده وكثرة الصدقة للمحتاجين، وذلك على درجات تبدأ بتفضيل الآخرين على نفسه، ومن ثم تمييز أيام شهر رمضان عن غيرها، وكثرة جوده عند لقاء جبريل عليه السلام، ولهذا دور كبير في رفع الأجر والثواب عند الله عز وجل.
4- اعتكاف الرسول في شهر رمضان الفضيل:
يلتزم الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان بعبادة الله عز وجل والتفرغ لطاعته ولزوم المسجد.
5- جهاد الرسول في شهر رمضان الفضيل:
يقصد بها قتال غير المسلمين وإعلاء كلمة الله عز وجل.
6- قيامه في شهر رمضان الفضيل:
كان رسول الله يكثر من قراءة القرآن الكريم وذكر الله تعالى في رمضان، كما كان يقوم الليل ليؤدي ما لا يزيد عن ثلاث عشر ركعة.
في ختام هذا المقال نتمنى أن نكون قد قدمنا قائمة واضحة عن أفضل عبادات عليك الالتزام بها في رمضان، بالإضافة إلى أهم الأعمال الصالحة التي ترفع ميزان حسناتك وأهم الطقوس التي كان يقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.