العصف الذهني هو أسلوب تفكير إبداعي يهدف إلى إنتاج أفكار جديدة وحلول للمشكلات، يستخدمه الفرق لتطوير أساليب تفكير مبتكرة والتوصل إلى حلول جماعية، حيث يعود أصل مفهوم العصف الذهني إلى القرن التاسع عشر، فقد كان يستخدم لوصف اضطرابات العقل أو الهوس، وفي عام 1930 استخدم أليكس فيكني أوزبورن هذا المصطلح في مجال الإعلان والتسويق، إذ قدم أوزبورن العصف الذهني كحلاً لفريقه لتوليد أفكار جديدة ومبتكرة لمشاكلهم، وهذا هو السبب الذي دفع العديد من الشركات في العصر الحديث لاستخدامه. لذلك أعزائي القراء إذا أردتم التعرف أكثر إلى مفهوم العصف الذهني وفوائده وتقنياته تابعوا معنا في هذا المقال.
مفهوم العصف الذهني وفوائده وتقنياته:
لا يوجد تعريف واحد للعصف الذهني بسبب وجود العديد من الأساليب والطرق المستخدمة في تنفيذه، ومع ذلك إذا كنت تبحث عن مرادف للعصف الذهني، فيمكنك اعتباره “تفكيراً حراً” أو “تفكيراً إبداعياً”.
سيساعدك هذا الدليل في الاستفادة القصوى من كل جلسة إبداعية، فعندما تكون مستعداً للبدء في تمرين التفكير الحر التالي، يمكنك استخدام أداة بسيطة مثل Miro لإجراء العصف الذهني وتوليد الأفكار وتحويلها إلى أفعال.
الهدف الأساسي لجلسة العصف الذهني هو إنتاج وابتكار العديد من الأفكار، بغض النظر عن جودتها، حيث يتيح لنا التفكير الجانبي المذكور الاقتراح بأفكار إبداعية، مما يؤدي إلى حلول إبداعية، فعندما يتم تشجيع الجميع على التفكير بحرية وعدم الخوف من مشاركة أفكارهم، يمكن للفرق استغلال الأفكار المطروحة لإيجاد أفضل حل ممكن لمشكلة ما.
يتم عادة تنفيذ العصف الذهني في إطار جماعي، حيث يجتمع الأفراد معاً لحل المشكلات بشكل إبداعي وتوليد أفكار جديدة، ومع ذلك، فإن العصف الذهني يعتبر أيضاً عملية مفيدة للأفراد الذين يبحثون عن حلول جديدة لمشكلة محددة، إذ يمكن أن يكون الجلوس بمفردك وكتابة الحلول المحتملة طريقة رائعة لتبادل الأفكار بشكل فردي، يتيح لك تركيز عقلك على المشكلة المحددة واستكشاف طرق تفكير إبداعية متعددة لإيجاد حل.
على الرغم من أن العصف الذهني يدعو إلى التفكير الحر ولا يفرض قيوداً أو قواعداً، يتم تحقيق أفضل النتائج عادةً في جلسات تتمتع بإشراف، كما يعتبر طرح الأسئلة واستكشاف سيناريوهات متنوعة أثناء جلسة العصف الذهني وسيلة ذكية لتوليد أفكار إبداعية واكتشاف حلول جديدة وغير مسبوقة.
فوائد العصف الذهني:
لماذا يُعتبر العصف الذهني مفهوم شائع في حل المشاكل وتوليد الأفكار؟ إليكم بعض فوائده المتعددة:
1- يشجع على الإبداع:
يعتبر العصف الذهني بيئة خالية من الحكم المسبق، حيث يشعر كل فرد بالأمان والثقة للتعبير عن أفكاره، وبالرغم من وجود أفكار جيدة وسيئة، إلا أن النتيجة النهائية التي تحقق حلاً للمشكلة هي المهمة، وتشجع هذه البيئة التفكير الإبداعي في مكان العمل.
2- يعزز التعاون وبناء الفريق:
لا تقتصر فوائد العصف الذهني على حل المشكلات فحسب، بل يساعد أيضاً في فهم طرق التفكير للأفراد وتعزيز التعاون بين أعضاء الفريق، كما يساعد العصف الذهني في اكتشاف نقاط القوة والضعف لكل فرد، ويسهم في بناء فريق عمل متكامل ومتماسك.
3- يولد الأفكار المبتكرة والثورية:
يتميز العصف الذهني بتوفير بيئة تفكير حرة وإبداعية، وفي الوقت نفسه تحكمها قواعد محددة، فعند مواجهة مشكلة معينة أو طرح أسئلة محددة، يتطلب من كل شخص في الجلسة أن يبتكر أفكاراً وحلولاً، ولكن نظراً لاختلاف تفكير الأفراد، يتم توليد حلول شاملة وثورية من خلال دمج وجهات النظر المختلفة والإجابات المتعددة.
4- يبتكر وجهات نظر مختلفة:
تكمن إحدى الفوائد الرئيسية للعصف الذهني في تشجيع جميع الأفراد على طرح أفكارهم بحرية ودعمهم في ذلك، حيث تعزز هذه البيئة الجريئة وجهات نظر الأشخاص الذين قد لا يعرضون عادة وجهة نظرهم بشأن مشكلة ما، ويمكن أن تؤدي مجموعة متنوعة من وجهات النظر إلى حلول إبداعية.
5- يساهم في توليد الأفكار بسرعة:
يتيح العصف الذهني للفريق إمكانية توليد العديد من الأفكار في وقت قصير، حيث يتم تنظيم وتدوين الأفكار بشكل سريع، ويتم استثمار التفكير الجماعي لفرز وتحليل هذه الأفكار والوصول إلى حلول فعالة في وقت قصير.
باختصار، يعد العصف الذهني أداة قوية لحل المشاكل وتوليد الأفكار، حيث يشجع على الإبداع، ويعزز التعاون والتفكير المتعدد الزوايا، ويساهم في توليد أفكار مبتكرة وثورية بسرعة.
تقنيات العصف الذهني:
هناك مجموعة واسعة من تقنيات العصف الذهني الإبداعية التي يمكن اختيارها، وفيما يلي بعض أشهر هذه التقنيات:
- العصف الذهني العكسي: يتم فيها طلب من المجموعة أن تفكر في المشكلة بدون التركيز على الحلول، إذ يتم طرح هذا النوع من العصف الذهني قبل بدء مشروع مهم لمساعدة الفريق على توقع العقبات المحتملة.
- العصف الذهني بالكلمات العشوائية: يتم طرح المشكلة على الفريق، وعليهم أن يذكروا أول الكلمات التي تتبادر إلى أذهانهم دون تفكير كثير، حيث تُدوَّن هذه الكلمات وتُحلَّل لمعرفة ما إذا كانت قد تؤدي إلى حل واقعي.
- طريقة الأسباب الخمسة: تهدف إلى معرفة الأسباب الجذرية للمشكلة من خلال طرح السؤال “لماذا؟” مراراً وتكراراً حتى يتم الوصول إلى السبب الجذري.
- نموذج SCAMPER: يستخدم هذا النموذج لتحفيز الإبداع وتحسين التفكير في حل المشكلات المعقدة، حيث يشمل النموذج سبعة معايير: الاستبدال والجمع والتكيف والتعديل والاستخدام مرة أخرى والحذف والعكس.
- التكوين السريع للأفكار: يتم فيها كتابة الأفكار التي يتبادر بها الفريق بدون مناقشتها، حيث تسمح هذه الطريقة للمشاركين بالتفكير الفردي وتولي الاهتمام بأفكارهم الفورية.
- طريقة انفجار النجوم: يتم فيها تحويل العصف الذهني إلى طرح الأسئلة بدلاً من تقديم الإجابات، وذلك حسب منظور الفريق والهدف المتوقع للجلسة.
كيفية عقد ورشة عمل للعصف الذهني:
لضمان نجاح ورشة عمل عصف ذهني، يُوصى باتباع الخطوات التالية:
- تعيين ميسر: عند تنظيم جلسة عصف ذهني كمجموعة، يجب تعيين شخص مسؤول عن تيسير الجلسة وتوجيه المشاركين في تمارين التفكير، إذ يتحمل الميسر مسؤولية إبقاء الجلسة مركزة ومنتجة، ويجب أن يوجه المشاركين من البداية حتى النهاية.
- إنشاء السياق وضمان فهم المجموعة: يجب أن يكون هناك سياق واضح لجلسة العصف الذهني، إذ يجب على المجموعة أن تفهم الهدف النهائي للاجتماع والسبب وراء عقد الجلسة، كما يجب أن يكون لدى المشاركين فهم صحيح لمفهوم العصف الذهني وتوقعاته، ويجب أيضاً شرح طريقة العصف الذهني التي ستستخدم في بداية الجلسة.
- تحديد الهدف: على الرغم من أن العصف الذهني يُعتبر شكلاً من أشكال التفكير الإبداعي والحر، إلا أنه من المهم تحديد هدف واضح للجلسة واستخدامها للوصول إلى الهدف المحدد مسبقاً.
- تحديد حد زمني: يجب تحديد حد زمني لجلسة العصف الذهني، إذ يساعد تحديد حد زمني محدد على ضمان أن تبقى الجلسة فعالة وتنتهي في الوقت المحدد.
- تحديد أسلوب العصف الذهني المناسب قبل بدء الجلسة: يمكن اختيار التقنية المناسبة بناءً على المشكلة المطروحة، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تهدف إلى منع ظهور العوائق المستقبلية، يمكنك استخدام تقنية “الأسباب الخمسة”.
- وضع القواعد الأساسية: تساعد هذه القواعد في الحفاظ على تركيز المشاركين على الموضوع ومنع انحرافهم عن المسار المحدد.
- التركيز على جمع جميع الأفكار الممكنة: يجب أن يكون الهدف هو توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار، بغض النظر عن نجاحها المحتمل.
- مناقشة الأفكار واختيار الأفكار الأكثر إبداعاًوملائمة للمشكلة المطروحة: يمكن استخدام طرق التصويت النقطي لاتخاذ القرارات كمجموعة وتحقيق التوافق في الآراء.
- تحويل الأفكار إلى أفعال: بمجرد اختيار الفكرة النهائية، يجب تحويلها إلى أفعال من خلال إنشاء خطة عمل وتحديد موعد نهائي لتنفيذها.
باختصار، يمكن اعتبار العصف الذهني أداة قوية لتوليد الأفكار وحل المشكلات، إذ يعتمد هذا المفهوم على تشجيع التفكير الإبداعي والحر في جمع المقترحات والأفكار من مجموعة متنوعة من الأشخاص، كما يساهم العصف الذهني في تحقيق نتائج أفضل وأسرع، حيث يسمح بالاستفادة من خبرات وآراء مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فوائد العصف الذهني تشمل تطوير التفكير المبدع وزيادة الترابط بين أعضاء فريق العمل، كذلك يساهم في توليد حلاً فردياً أو جماعياً للمشكلات المستعصية. هذه التقنية قادرة على إزالة حواجز التفكير التقليدي والروتينية، مما يؤدي إلى ابتكار حلاً جديداً.