يعتبر الخجل من أكثر الصفات التي نجدها عند الطفل والتي يعاني منها في حياته وتعامله مع الآخرين، حيث يميل الطفل إلى الانسحاب من التعامل مع أي شخص أو حتى الخوض في أي علاقة صداقة.
من جهة أخرى يعتبر الأهل الأساس في تقديم الاهتمام للطفل فهم بمثابة المرآة لطفلهم، حيث أن تصرفات الأطفال تكون ناتجة عن قيام الأهل بها أمام أطفالهم وبالتالي يعتقد الطفل أنها طبيعية وصحيحة، وبهذا يمكن القول أن التربية هي الأساس في اكتساب الطفل لصفاته سواء السلبية أو الايجابية.
ومن هنا نقدم لكم في هذا المقال نصائح لعلاج حالات الخجل عند الأطفال مع توضيح أسباب الخجل وأعراضه ونتائجه لتكونوا على دراية بكيفية التعامل مع أطفالكم.
نصائح لعلاج الخجل عند الأطفال:
يعتبر الخجل عند الصغار صفة طبيعية إلى حد ما، حيث نجد صفة الخجل عند الأطفال بأشكال متنوعة ومختلفة، والتي من ضمنها قيام الطفل بالاختباء خلف والدته عند توجيه الكلام له، أو حتى خوفه من ترك يد والده عند مغادرة المنزل، أو حتى توتره عند توجيه الكلام لأي شخص وخفض صوته عند الحديث مع صديقه، وغيرها الكثير من الصفات الأخرى التي قد يُعتقد أنها عابرة وعادية ولكنها دليل على وجود صفة الخجل عند الطفل.
وهذه الصفات تؤثر على حياته في الوقت الحالي وفي المستقبل أيضاً. علاوة على ذلك يعتبر الخجل أيضاً صفة مكتسبة من الوسط المحيط والمجتمع الذي يعيش فيه الطفل، بالإضافة إلى نمط الحياة وأسلوب التربية من قبل الأهل، لذلك إليك فيما ايلي أهم النصائح لعلاج حالات الخجل عند الأطفال وطريقة التعامل مع الطفل الخجول بشكل واضح:
1- تجنب الضغط والانتقاد والحكم:
في حال كان الأهل لا يعانون من مشكلة الخجل في حياتهم فإنهم سيجدون صعوبة في التعرف على صفة الخجل لدى طفلهم وفهم تصرفاته، ولكن مع ذلك يجب مراعاة مشاعر الطفل وتوجيهه للتصرف الصحيح وعدم السخرية من أي حركة يقوم بها، وإنما يجب على الأهل أن يسعون لدعم طفلهم وفهمه ومنحه شعور الأمان لمساعدته على تجاوز المشكلة بشكل تدريجي.
كما يجب على الأهل عدم تكرار نعت طفلهم بالخجول لأنها تؤثر بشكل كبير على شخصيته وتترسخ في ذهنه ليتأثر بها بشكل سلبي.
2- تعليم الأهل لطفلهم المهارات الاجتماعية:
ينتج الخجل في أغلب الحالات عن ضعف المهارات الاجتماعية، وبالتالي لا يتعلم الطفل كيفية التعامل مع الآخرين ويشعر أن أي تصرف يقوم به يكون ممل وغير مهم، وهنا يأتي دور الأهل في تعليم طفلهم كيفية التفاعل مع الآخرين والحديث معهم.
أيضاً قد يجد الأهل صعوبة في تطبيق ذلك ولكن بالممارسة سوف تجد أن صفة الخجل عند الطفل بدأت تتراجع تدريجياً بسبب تطبيق أهم النصائح لعلاج حالات الخجل عند الأطفال.
3- توفير فرص التنشئة الاجتماعية:
يميل بعض الأهالي عندما يجدون طفلهم خجول وضعيف اجتماعياً إلى بقائه بجانبهم كاعتقاد منهم أنهم يقومون بحمايته ويتجنبون تعريضه لمواقف محرجة، ولكن هذا يؤثر بشكل كبير على الطفل ويضعف ثقته بنفسه.
لذا يتم توفير فرص التنشئة الاجتماعية من خلال تسجيله في نشاطات أخرى خارج الإطار المدرسي والاهتمام بهواياته وميوله الشخصية، عدا عن ضرورة تقريبه من الأقارب وزيادة المعارف حتى يشعر بالأمان أكثر ويصبح قادر على التعامل مع الأخرين بثقة و قوة.
4- دور الأهل بتعليم الطفل احترام الذات والثقة بالنفس:
يعود سبب الخجل الرئيسي إلى عدم شعور الطفل بالأمان وقلة ثقته بنفسه والخوف من ردود فعل الآخرين على تصرفاته، ولكن يجب على الأهل مدح الطفل بشكل جيد والتركيز على نقاط القوة لديه وتقويتها والسعي لتحسين نقاط الضعف والتخلص منها.
كما أن أهم النصائح لعلاج حالات الخجل عند الأطفال تأني من تقبل الأهالي لأخطاء أطفالهم على أنها أمر طبيعي والتصرف بعقلانية مع الطفل المخطئ.
5- تعزيز الحوار الداخلي الإيجابي:
من الضروري تعليم الطفل التعامل مع نفسه باحترام ولطف وتقدير قيمة الذات، بحيث يكون الطفل أفضل صديق و داعم لنفسه.
6- تعزيز التعبير عن الذات واتخاذ القرارات:
يميل الطفل الخجول إلى الاختباء وعدم إظهار نفسه عند فتح أحاديث مهمة حتى لا يلفت الانتباه بوجوده خوفاً من حكم الآخرين على حديثه، ولكن يمكن التخلص من هذه المشكلة بفتح أحاديث مع الطفل ومنحه الوقت الكافي للتعبير عن رأيه ومواجهة مخاوفه، وذلك بتوفير بيئة آمنة له أو حتى ألعاب اجتماعية مفيدة، بالإضافة إلى تشجيعه على المشاركة في الأحاديث بثقة وصوت واضح وتقدير كلامه والاهتمام به.
7-يحتاج الطفل عادة إلى معالجة نفسية للتغلب على الخجل:
في حال قيام الأهل بتطبيق كل ما سبق وبقاء الطفل في نفس الحالة وعدم تغلبه على الخجل، بالتالي قد يكون أفضل النصائح لعلاج حالات الخجل عند الأطفال في هذه الحالة هي اللجوء إلى المعالجة النفسية في أسرع وقت. حيث أن هذه المشكلة لن تؤثر على حياته الحالية فحسب، بل المستقبلية أيضاً، ومن اللازم معالجتها حتى لا يصبح الطفل منعزلاً أو ضعيفاً اجتماعياً.
ما هي أسباب الخجل؟
يعاني الطفل الخجول من مشكلة توقعه للأسوأ دوماً في أي حدث، عدا عن خوفه من التعبير عن رأيه وضعف ثقته بنفسه، وهذا يعود إلى أسباب عديدة يمكن اختصارها بما يلي:
- وراثية: يظن البعض أن مشكلة الخجل عند الأطفال هي مشكلة موجودة لديه حتى قبل ولادته، حيث أنها موجودة ضمن خريطته الوراثية قبل قدومه للحياة.
- مكتسبة: بعض الأطفال يكونون طبيعيين عند بداية حياتهم ولكن مع الوقت نجدهم يتغيرون فجأة ويتغير سلوكهم وتصرفاتهم مع الآخرين، وهذا قد ينتج عن مواقف تعرضوا لها أثرت على صفاتهم وجعلتهم في حالة خوف وتوتر من أي تصرف يبادرون به، مما يحتم ضرورة اتباع بعض نصائح لعلاج حالات الخجل عند الأطفال.
- التماهي: بما أن الأهل هم الأساس في التربية فإن الطفل قد يكون خجول نتيجة محاولته لتقليد أحد والديه في تصرفاته، وهذا الأمر يعتبر طبيعي ومحمود ولكن هنا يجب على الأهل أن يغيروا سلوكهم للتخلص من مشكلة الخجل عند الأطفال.
- التربية القاسية: يعتبر أسلوب التربية القاسية من أكثر مسببات الخجل والخوف عند الطفل، وذلك لكونها تضعف ثقته بنفسه وتقلل تقديره لذاته، وبالتالي تؤثر على تعامله وتفاعله مع الآخرين وتجعله يميل أكثر للانسحاب.
أعراض الخجل ونتائجه:
أعراض الخجل عديدة ومتنوعة، حيث تظهر بأشكال مختلفة حسب طبيعة الطفل ونمط حياته، وتقتضي وجوب اتباع أهم نصائح لعلاج حالات الخجل عند الأطفال ومن ضمن هذه الأعراض ما يلي:
- تراجع الطفل الدراسي، حيث يشعر بالخوف من التفاعل في الحصة الدراسية وردود فعل الطلاب والمعلم.
- الخوف من الخوض في أي نشاط أو مسابقة، نتيجة شعوره بالتوتر والقلق المستمر.
- السعي دوماً إلى الاختباء وعدم لفت الانتباه له.
- الشعور بالوحدة والرغبة بتقليل عدد الأصدقاء أو حتى الميل للانعزال.
- الرغبة بالبقاء في المنزل وعدم التعامل مع الوسط المحيط.
في الختام، يعتبر الخجل صفة طبيعية وغير مخيفة، ولكن في حال الإهمال فإنها قد تتطور وتصل إلى مراحل مؤذية للطفل في حياته الحالية والمستقبلية، لذلك يجب على الأهل التقيد بالنصائح لعلاج حالات الخجل عند الأطفال، ومتابعة سلوك أطفالهم بشكل دائم حتى يتم حل المشكلة في أبكر وقت ممكن.