تعتبر حالات التهاب المسالك البولية من المشكلات الشائعة جداً عند النساء وخاصة الحوامل منهنّ، حيث تزداد نسبة الإصابة بالتهاب المثانة عند الحامل ليصل إلى 8 % من مجموع النساء الحوامل مما يجعلها مصدر قلق للكثيرات. سوف نتعرف في هذا المقال على أسباب هذا المرض، الأعراض، التشخيص، عوامل الخطورة، طرق الوقاية و العلاج.
أسباب التهاب المثانة عند الحامل:
إن التهاب المثانة سببه عدوى جرثومية التي تحدث عندما تنتقل الجراثيم المسببة من خارج الجسم إلى الإحليل لتصل إلى المثانة. وتعتبر الجرثومة المعروفة بـ الإشريكية الكولونية هي المتهمة بإحداث 80 % من حالات التهاب المثانة عند الحامل و النساء عموماً، حيث تعتبر هذه الجرثومة مكوناً طبيعياً من مكونات الفلورا المعوية( البكتريا المتعايشة ضمن أمعاء الجسم)، وتحدث العدوى بها عندما تنتقل من فتحة الشرج إلى فتحة الإحليل.
من الجدير ذكره أن البنية التشريحية لجسم الأنثى يجعلها معرضة بشكل أكبر لالتهاب المسالك البولية وذلك بسبب قصر الإحليل عندها الأمر الذي يسهل عملية دخول الجراثيم. أما عند الحوامل فخطر الإصابة بحالات التهاب المثانة يزداد لعدة أسباب أهمها:
- التبدلات الهرمونية التي تزيد خطر الاحتباس وارتجاع البول الأمر الذي يشكل بيئة مناسبة لنمو و تكاثر الجراثيم.
- تغير حموضة البول أثناء الحمل حيث يصبح أقل حموضة، و من المعروف أن الحموضة تثبط نمو الجراثيم و بالتالي عندما تنخفض الحموضة يزداد خطر النمو الجرثومي.
- كذلك توسع الرحم الذي يضغط على المثانة مسبباً احتباس البول.
- كما أن صعوبة تنظيف المنطقة البولية التناسلية عند الحامل يزيد خطورة الإصابة بالالتهابات.
أعراض الإصابة بالتهاب المثانة عند الحامل:
غالباً ما تبدأ الأعراض بشكل مفاجئ حيث تشعر المريضة بألم أسفل البطن وانزعاج فوق العانة، إضافة إلى:
- عسر تبول
- تكرار مرات التبول
- استعجال التبول
- حرقة عند التبول
من غير الضروري أن تتواجد كل الأعراض، فأحياناً قد يترافق التهاب المثانة عند الحامل مع وجود دم في البول ولكن وجوده يستدعي استشارة الطبيب خوفاً من وجود حصيات. كما أن استمرار الأعراض لأكثر من 5 _ 7 أيام يستدعي القلق من انتقال الجراثيم للأعلى أو حدوث التهاب حويضة أو كلية.
أقرأ أيضاً: أدعية للمولود الجديد
عوامل الخطورة للإصابة بحالات التهاب المثانة:
يزداد خطر الإصابة بحالات التهاب المثانة عند الحامل أو المسالك البولية في كثير من الحالات منها:
- التثبيط المناعي عند المريضة بسبب بعض الأدوية
- الداء السكري: لأن وجود السكر في البول يجعل منه بيئة ملائمة لنمو الجراثيم المسببة.
- الإصابة المتكررة بالتهاب المثانة قبل الحمل.
- التدخين
- الحصيات البولية
- استعمال القساطر البولية لمدة طويلة
- استخدام بعض وسائل منع الحمل مثل الواقي الأنثوي خاصة الأنواع الحاوية على مبيد نطاف.
- النشاط الجنسي حيث يمكن أن تندفع البكتريا إلى الإحليل أثناء الاتصال.
أقرأ أيضاً: الغيرة عند الأطفال: الأسباب والعلاج
علاج حالات التهاب المثانة:
الآن، في حال وجود أي عرض من أعراض التهاب المثانة عند الحامل يجب زيارة الطبيب من أجل التشخيص ووصف العلاج المناسب، وعادةً ما يتم العلاج باستخدام الصادات الحيوية المناسبة لحالة المريضة مع مراعاة كونها آمنة للحامل ولا تؤثر على سلامة الجنين. وفيما يلي أهم الأدوية التي يمكن وصفها في مثل هذه الحالة:
- الصادات من زمرة السيفالوسبورينات مثل : سيفيكسيم _ سيفاليكسين.
زمرة البنسلينات مثل : الاموكسيسيلين_ الأمبيسلين - فوسفوميسين: يعتبر من الأدوية النوعية لالتهابات المسالك البولية و آمن جدا للحامل.
- النتروفورانتوئين: يعتبر هذا الدواء آمناً في الحمل ولكن يفضل تجنبه خلال المراحل الأخيرة من الحمل خوفاً من إحداث يرقان عند المولود، كما يوصي بعض الأطباء بتجنبه خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل.
تريمتوپريم + سولفامتوكسازول: آمنة خلال الثلث الثاني و الثالث من الحمل و يفضل تجنبها في الفترة الأخيرة.
إضافةً إلى أنه يتم وصف سترات البوتاسيوم أيضاً في حالات التهاب المثانة عند الحامل.
يمكن استخدام العوامل المقلونة والتي تعتبر آمنة عند الحوامل حيث تخفف من حموضة البول وتقلل نمو الجراثيم. - الهليون: حيث يتم استعمال الجذور و الجذامير ويمتلك فعالية مدرة تساعد على تخفيف الأعراض.
- الهندباء البرية: يتم استعمال الأوراق و يفضل تقنيع الطعم المر.
- الذرة: تعود فعاليتها لاحتوائها على كميات كبيرة من البوتاسيوم.
اليانسون لاحتوائه على زيوت عطرية تمتلك فعالية مضادة للجراثيم تفيد في حالات التهاب المثانة عند الحامل - عصير التوت البري: يحتوي مكونات تساعد في منع التصاق الجراثيم ببطانة المسالك البولية لذلك يوصى بشرب عصير التوت البري لتقليل خطر الإصابة المتكررة.
أقرأ أيضاً: أدعية تسهيل الولادة
الوقاية من التهاب المثانة:
هناك الكثير من التدابير التي يتم اتباعها لتقليل خطر الإصابة بالتهاب المثانة عند الحامل منها:
- شرب الماء بشكل متكرر و يوصى بشرب ٦ _ ٨ أكواب من الماء يومياً
- تناول المكملات الحاوية على فيتامين C
- تنظيف المنطقة البولية التناسلية بشكل جيد و خاصة بعد العلاقة مع تجنب الفرك و العوامل المخرشة مثل بعض انواع الصابون والغسولات الحاوية على مواد مهيجة و قوية.
- كما يوصى بالمسح من الأمام إلى الخلف بعد التبرز لتجنب انتقال الجراثيم من منطقة الشرج إلى الإحليل.
- أيضاً ينصح باستخدام المزلقات أثناء العلاقة لتقليل الاحتكاك وتجنب التهاب المثانة المحرض بالعلاقة.
- إفراغ المثانة عند الحاجة وخاصة بعد العلاقة وتجنب حصر البول
- ارتداء سراويل داخلية قطنية وتبديلها بشكل يومي.
- تجنب ارتداء الملابس الضيقة.
- تجنب الكحول والكافيين والمشروبات والأطعمة الغنية بالسكر التي تزيد خطر الإصابة بالتهاب المثانة عند الحامل
- القيام بالاستحمام باستخدام الدش بدلاً من استخدام المغاطس.
في ختام هذا المقال لا تترددي في استشارة الطبيب عند ظهور أي عرض من أعراض التهاب المثانة المذكورة عند الحامل، واحرصي دائماً على العناية بنظافتك الشخصية وتناولي الطعام الصحي الغني بالأملاح المعدنية وفيتامين C، كذلك اشربي الماء بشكل كافٍ حتى 5 لتر خلال 24 ساعة للتحريض على تفريغ المثانة. أخيراً عليك أن تذكري أن فترة الحمل مليئة بالتغيرات الهرمونية و الفيزيولوجية و من الطبيعي أن تعاني خلالها من بعض الالتهابات فلا داعي للقلق منها فقط ابقي على تواصل مع طبيبك و تأكدي من الحصول على مشورة مناسبة.