أنزل الله القرآن والسنة على عبده محمد ﷺ ليهتدي به الناس من الظلمات إلى النور، وأُنزلت معهما أحكام وآداب ليعلم المسلم طريقة الحياة الصحيحة، ومن هذه الآداب دعاء الدخول إلى السوق، فكلما دعاه مسلم كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة؛ لذا يجب على كل مسلم ذو إيمان أن يدعو الله به عند دخوله للسوق وأماكن التجارة، فإنها من الأماكن التي لا تحظى برضا الله تعالى، وقد ورد عن النبي محمد ﷺ ما يلي: (أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ أَسْوَاقُهَا)، فالأسواق عكس المساجد التي تحظى بمكانة عظيمة عند الله تعالى.
دعاء الدخول إلى السوق:
حثّ رسول الله ﷺ على أهمية ذكر الله تعالى في كل الأوقات والأماكن، ومن بين تلك الأماكن التي شدد على ذكر الله فيها هو السوق، لذلك كان يحثنا دائماً على ترديد دعاء الدخول إلى السوق وفقاً لما يلي:
“لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد، يُحيي ويُميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب اللهُ له ألفَ ألفِ حسنةٍ ومحا عنه ألفَ ألفِ سيئةٍ ورفع له ألفَ ألفِ درجةٍ” رواه الترمذي.
تقول عائشة رضي الله عنها: “كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل الأوقات”، والله يقول سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا” [سورة الأحزاب41، 42].
تعد الأسواق من أكثر الأماكن التي يستحب فيها الإكثار من ذكر الله تعالى، وعن جبير بن مطعم قال أنَّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: “أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ البِلَادِ إلى اللهِ أَسْوَاقُهَا”، وذلك لما قد يقع فيها من أفعال مشينة، مثل الغش والخداع وسوء المعاملة والإيمان الكاذب وعدم الوفاء بالوعد وتجاهل ذكر الله.
- اللهم إني أسألك خير ما في هذا السوق وخير ما بُعِد فيه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بُعِد فيه.
- اللهم اجعل هذا السوق مكاناً للخير والعدل، واجعلني ممن ينشر السلام والمحبة فيه.
- اللهم ارزقني رزقاً حلالاً طيباً في هذا السوق، واجعله بركةً في حياتي وعملي.
- اللهم اجعل هذا السوق مكاناً للتعاون والتواصل، واجعلني مساهماً في رقيه وازدهاره.
- اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، يا حي يا قيوم صلِّ على محمد وآل محمد.
- اللَّهُمَّ لاَ تُؤَاخِذْنَا بِسُوءِ فِعْلِنَا، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِخَطَايَانَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان.
- أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته
- اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء؛ اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِيِنِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي، وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً بِقَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ.
- اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ وَالوَبَاءِ، وَعَظِيمِ البَلاَءِ فِي النَّفْسِ وَالأَهْلِ وَالمَالِ وَالوَلَدِ.
- اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ مَنْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الحُسْنَى، الّذِينَ هُمْ عَنِ النَّارِ مُبْعَدُونَ، لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُم فِيمَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ..
- اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي
- اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت وشر مالم اعمل.
- اللهم إني َأَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلى حُبِّكَ.
- اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
- اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني، أعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
الحكمة من دعاء الدخول إلى السوق:
دعاء الدخول إلى السوق هو دعاء يُقال عندما يدخل المسلم إلى السوق أو مكان التجارة، ويُعتقد أنه يحميه ويبارك له في تعاملاته وأعماله التجارية، كما يعتبر هذا الدعاء من التعابير الشعبية في الثقافة الإسلامية، والتي تحث على طلب بركة وتوفيق الله في كل جوانب الحياة، بما في ذلك التجارة والأعمال.
من القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات والأحاديث التي تشجع المسلمين على طلب بركة الله في حياتهم، فالمؤمن يؤمن بأن الله هو المُدبر لكل شيء، وأنه بحاجته وتوفيقه يتحقق النجاح والسداد.
دعاء الدخول إلى السوق يوجه العبد إلى طلب البركة والتوفيق في التعاملات التجارية، وتعزيز الأخلاق والقيم الإسلامية في عمله. يُعتقد أنه بقول هذا الدعاء، يقوم المسلم بتذكير نفسه بأهمية الاعتماد على الله في كل شيء، وأنه لا يمكن أن يحقق النجاح والرزق إلا بإذنه وتوفيقه.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الدعاء في الإسلام وسيلة للتواصل مع الله والتقرب إليه، وللتعبير عن الحاجات والأمنيات، فعندما يدعو المسلم الله بخشوع وتواضع، يشعر بالراحة النفسية والثقة في أن الله يستجيب لدعائه ويحقق له ما يحتاجه.
فضل دعاء الدخول إلى السوق:
تظهر عظمة الإسلام من خلال رحمة الله الواسعة تجاه عباده، حيث يُيسَّر لهم سُبل الثواب، ويتم ذلك من خلال ممارسة العبادات واتباع القيم والأخلاق الإسلامية، وأداء الأعمال الصالحة التي يجب على كل مسلم ومسلمة التمسك بها، ومن خلال التعرف على فضل دعاء الدخول إلى السوق، يمكن للمسلم أن يردده في كل مرة يدخل فيها السوق، هذا الدعاء يأتي على النحو التالي:
قال الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} أي يجب على المسلم أن يسعى لتحصيل الثواب من ذكر الله في كل وقت وفي كل مكان، وليس مقتصراً على السوق فقط، وقال أيضاً: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، عندما يقول المسلم هذا الدعاء ويسلّم على الناس ويتعرّف على أحوالهم ويشجعهم على الخير وينهى عن المنكر ويذكر بالله تعالى، فإنه يحصل على مليون حسنة في صحيفته التي بيد الكرام الكاتبين، وفي الوقت نفسه يُمحى منه مليون سيئة في صحيفته، وترتفع منزلته ويُعطى من الدرجات العليا في الجنة.
هذا يعني أنه يحقق العديد من الخيرات والنعم الكثيرة، ويجب على المسلم أن يمارس هذه الأعمال الصالحة ليس فقط عند دخوله السوق، بل في كل وقت وفي كل مكان، فالنبي ﷺ وأصحابه كانوا يتبعون هذه السنة الطيبة ويعملون بها.
في الختام، يُظهر دعاء الدخول إلى السوق أهمية كبيرة في حياة المسلم المتعامل في المجال التجاري، إذ إنه تذكير بأن النجاح والتوفيق في التجارة لا يأتي بالجهد وحده، بل يتطلب أيضاً الاعتماد على الله وطلب بركته وتوفيقه. فعندما يدخل المسلم السوق ويبدأ عمله، يقف دقيقة ليدعو الله ويعبر عن اعتماده الكامل عليه، ويتذكر أن الله هو المُدبر لكل شيء، وأنه بحاجته وتوفيقه يتحقق الرزق والنجاح، كما أن دعاء الدخول إلى السوق يعزز الوعي الروحي والقيم الإسلامية في المجال التجاري، ويذكر المسلم بأنه ليس وحده في رحلته، بل معه الله الذي يرعاه ويوفقه.