اليوم الوطني العماني وأهم الأنشطة فيه من أهم المناسبات التي تجمع الشعب العماني بمختلف أطيافه وتعكس الهوية الوطنية العمانية الغنية بالتراث والثقافة. فهو يوم للفرح والاحتفاء بالتنوع والتراث الغني لسلطنة عمان، وللتأمل في الإنجازات التي تحققت والتحديات التي تواجهها البلاد. كما أنه فرصة للشعب العماني لتجديد العهد والانتماء لبلدهم، وتعزيز روح المشاركة المجتمعية من خلال المشاركة في الأنشطة المختلفة والاحتفالات المنظمة. لذا سنقدم لكم في هذا المقال معلومات شاملة ومتنوعة حول اليوم الوطني العماني وأهم الأنشطة فيه.
اليوم الوطني العماني:
اليوم الوطني العماني هو احتفال سنوي يقام في سلطنة عمان في الـ 18 من نوفمبر للاحتفال بتأسيس السلطنة وإظهار الفخر والولاء للبلاد، إذ يعد اليوم الوطني فرصة للشعب العماني للاحتفال بتاريخهم وثقافتهم وتراثهم الغني. تقام العديد من الأنشطة والفعاليات خلال اليوم الوطني العماني، ومن بين هذه الأنشطة الهامة تشمل:
العروض الثقافية:
يتم تنظيم العديد من العروض الثقافية التي تعكس تراث وثقافة عمان، يشتمل ذلك على العروض الموسيقية التقليدية، والرقص الشعبي، والعروض المسرحية التي تحكي قصصًا تاريخية وثقافية مهمة.
الاحتفالات الرسمية:
يتم تنظيم احتفالات رسمية في العاصمة مسقط ومختلف المدن والمحافظات الأخرى في البلاد، تشمل الاحتفالات رفع العلم العماني وتلاوة النشيد الوطني وكلمات الشكر والتقدير من قبل المسؤولين.
العروض الجوية:
يتم تنظيم عروض جوية بواسطة الطائرات العسكرية والفرق الجوية المتخصصة، إذ تقدم هذه العروض مشاهد مذهلة من حركات جوية متزامنة وتشكيلات تشكيلية تعبر عن الوحدة والتقدم العسكري للبلاد.
المعارض والمهرجانات:
يتم تنظيم معارض ومهرجانات تعرض منتجات وحرف تقليدية عمانية مثل الحرف اليدوية والمنسوجات والتحف الفنية والمأكولات التقليدية، توفر هذه المناسبة فرصة للمواطنين والزوار للاستمتاع بتجربة تسوق فريدة واستكشاف التراث العماني.
العروض النارية:
يتم تنظيم العروض النارية الضخمة في مختلف أنحاء البلاد، إذ تعد العروض النارية مشاهد ساحرة ومذهلة تضفي جواً احتفالياً خاصاً على الاحتفالات.
سباقات الهجن:
تعد سباقات الهجن هي واحدة من الموروثات الحضارية والثقافية التي تميز سلطنة عمان، إذ تعتبر هذه الرياضة مصدر شغف كبير بين جميع طبقات المجتمع، وهي ترتبط بشكل وثيق بأهل السلطنة منذ العصور القديمة، حيث تجاوب العمانيون مع سباقات الهجن واهتمامهم الرسمي والشعبي بها دفعها للتطور على مر السنين، حتى أصبحت مصدراً اقتصادياً هاماً للعديد من مربي الإبل في البلاد.
وقد تم تعزيز هذا الاهتمام من خلال إنشاء الاتحاد العماني لسباقات الهجن، الذي تم تأسيسه بموجب القرار الوزاري رقم (2006/18)، بهدف رصد السباقات والعناية بها وتوفير جوائز تلبي تطلعات محبي وملاك ومضمري الهجن في السلطنة، حيث تقام سباقات الهجن بأنواعها المختلفة في مختلف مناطق السلطنة خلال الأعياد الدينية والوطنية والمناسبات الشعبية، وترافقها العديد من الموروثات العمانية الشهيرة.
سباقات الخيل:
تُعتبر رعاية الخيل وتربيتها من العادات التقليدية الأصيلة في السلطنة، حيث يتميز العُمانيون بشغفهم بامتلاك الخيول ورعايتها، وذلك بسبب القيمة الثقافية والفخر التي تحملها. كما تزخر السلطنة بعدد كبير من الخيول، حيث تتنوع بين الخيول العربية الأصيلة والخيول المهجنة الأصيلة.
إذ يتم تدريب هذه الخيول على مختلف أنواع السباقات والأنشطة الفروسية المعروفة. حيث يقام سنوياً سباق الخيل السنوي في الإسطبلات السلطانية، بالإضافة إلى سباق الخيل الذي يستمر طوال العام ويقام في مختلف الولايات.
مناطحة الثيران:
تعتبر رياضة مناطحة الثيران معروفة في العديد من الدول حول العالم، إلا أن ديناميتها في عُمان تختلف عن باقي البلدان. حيث تعتبر رياضة مصارعة الثيران جزءاً من التراث الثقافي في إسبانيا والبرتغال وعدد من دول أمريكا الجنوبية. حيث يتم تنظيم مواجهة بين الرجل المعروف بـ “الماتادور” والثور في حلبة الرياضة. ومع ذلك، تأخذ هذه الرياضة طابعاً مختلفاً في السلطنة، حيث يُغيب الرجل “الماتادور” وتقتصر المنافسة على اصطدام بين ثورين حتى يتحقق الانتصار لأحدهما.
صناعة البخور:
تتميز سلطنة عُمان بإنتاج البخور المعروف أيضاً باسم “اللبان” في الثقافة العمانية. وتحظى هذه الصناعة بشعبية وإقبال كبير من المواطنين والزوار من جميع أنحاء العالم، وتعتبر محافظة ظفار واحدة من المناطق الرئيسية في السلطنة التي تشتهر بإنتاج أرقى أنواع البخور. حيث تمتلك تاريخاً طويلاً في هذه الصناعة وكانت مصدراً لتزويد العديد من الدول حول العالم باللّبان العماني عالي الجودة.
صناعة الفخار:
تعد صناعة الفخار من الصناعات القديمة في السلطنة، حيث أولت الشعوب العمانية اهتماماً كبيراً لها نظراً لتنوع استخداماتها في حياتهم اليومية. كما يعود تاريخ صناعة الفخار إلى ألفية قبل الميلاد الرابعة. وتشير الحفريات والتنقيبات الأثرية التي تم اكتشافها في منطقتي البريمي وشمال عمان إلى وجود قطع فخارية قديمة هناك.
صناعة التقطير:
تتواجد في السلطنة مجموعة متنوعة من الأشجار والنباتات التي تحمل فوائد متعددة، سواء عبر تقطيرها للحصول على منتجات مثل ماء الورد ونبات الجعداء وأشجار الياس والكيذا، أو استخلاص زيوتها كأشجار الشوع والقفص وأشجار العرش. كما أن صناعة ماء الورد تعد واحدة من أبرز صناعات التقطير في السلطنة. وتعتبر كنزاً لمحافظاتها، خاصة منطقة الجبل الأخضر. حيث تزدان المساحات الخضراء الممتدة على ارتفاع يتجاوز 3000 متر فوق سطح الأرض بالورود، مما يخلق منظراً ساحراً في أواخر شهر مارس من كل عام.
اقرأ أيضًا:اليوم الوطني الإماراتي
تاريخ اليوم الوطني العماني:
تاريخ اليوم الوطني العماني يعود إلى الـ 18 من نوفمبر من كل عام، حيث يحتفل بهذا اليوم للاحتفال بتولي السلطان قابوس بن سعيد السلطانة عمان في عام 1970. تعتبر هذه الفترة بداية عهده الرياضي الذي شهد تحولات هامة في سلطنة عمان، حيث قاد السلطان قابوس الجهود لتحقيق التنمية والتقدم في البلاد. يعتبر اليوم الوطني مناسبة للشعب العماني للتعبير عن فخرهم وحبهم لبلدهم، وتقام فيه مختلف الفعاليات والاحتفالات الوطنية.
اقرأ أيضًا:السياحة الجبلية في سلطنة عمان وأشهر جبالها
احتفالات العيد الوطني العماني:
تتضمن الاحتفالات الرسمية عادةً تنظيم مراسم رسمية في العاصمة مسقط، حيث يحضر السلطان وأعضاء الحكومة والشخصيات البارزة المحلية والأجنبية، كما يشهد العديد من المدن والمحافظات في عمان فعاليات واحتفالات متنوعة.
تشمل الاحتفالات عروضاً عسكرية وعروضاً ثقافية وفنية، حيث يتم استعراض القوات المسلحة والشرطة الملكية العمانية وعروض الفروسية التقليدية، كما يتم تنظيم عروض للفنون التراثية العمانية، مثل الأغاني والرقصات التقليدية. تُزين الشوارع والمباني الحكومية والمنازل بالأعلام الوطنية و الزينة الاحتفالية، وتقام أيضاً معارض ومهرجانات للحرف التقليدية والثقافة العمانية، حيث يتم عرض المنتجات اليدوية والمأكولات التقليدية.
بشكل عام، تهدف الاحتفالات بالعيد الوطني العماني إلى إبراز التراث والثقافة العمانية وتعزيز الوحدة الوطنية والفخر بالسلطنة وتحقيق الانتماء الوطني لدى المواطنين والمقيمين في عمان.
في نهاية مقالنا لليوم حول اليوم الوطني العماني وأهم الأنشطة فيه، نتوصل إلى أن هذا اليوم هو مناسبة فريدة تجمع الشعب العماني بكل ألوانه وأطيافه تعبيرغ عن فخرهم بانتمائهم للسلطنة.
إن الاحتفالات والأنشطة المتنوعة التي تقام في هذا اليوم تسهم في تعزيز الروح الوطنية وتعكس التراث والثقافة العريقة لعمان، حيث يتم تنظيم فعاليات ومراسم رسمية تحظى بحضور السلطان وأعضاء الحكومة والشخصيات المهمة، مما يبرز أهمية هذه المناسبة في الوطن.
باختصار، اليوم الوطني العماني هو مناسبة تحمل الكثير من الفخر والاعتزاز للشعب العماني، فهو يوم يتم فيه الاحتفاء بتاريخ السلطنة وتراثها وثقافتها، وكذلك يعكس روح الوحدة الوطنية والانتماء القوي للشعب العماني.