يُعتبر الرعد والبرق من الظواهر الطبيعية القوية والمهيبة التي تثير دهشة الإنسان وتعجبه بقدرة الخالق العظيمة، فعندما يتجلى الرعد ويُضاء السماء ببرقها الساطع، يتبادر إلى أذهاننا العديد من الأفكار والتساؤلات حول هذه الظواهر المدهشة والمرعبة في الوقت نفسه.
إلا أنه في الإسلام، ينظر إلى هذه الظواهر بمنظور إيماني مختلف، حيث يُعتبر الرعد والبرق من آيات الله الكبرى التي تذكرنا بعظمته وقدرته اللامحدودة، ومن خلال هذه الظواهر الطبيعية، يتسنى لنا أداء عبادة دعاء البرق والرعد.
أدعية البرق والرعد:
ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعاء البرق والرعد يستحب أن نردده عند حدوث هذه الظواهر الطبيعية، لعلها تكون ساعة استجابة في هذه الأوقات، قال رسول الله: “إن للرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب والصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره”.
وقد ورد أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنه: «الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب ومعه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث يشاء الله».
وقد ورد عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال:«سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ثم يقول: «إن هذا الوعيد شديد لأهل الأرض»، كما ورد عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا رَأَى المَطَرَ كان يقول: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا»، رواهما البخاري.
دعاء البرق والرعد وقت نزول المطر:
تعتبر ظواهر الرعد والبرق من أكثر المناسبات الملائمة لأداء الدعاء والتضرع إلى الله، ففي لحظات ارتفاع الصوت المدوي للرعد وتوهج البرق، يُشعر الإنسان بتواضعه وضعفه أمام عظمة الله، وبالتالي يُحث على الدعاء والتضرع إلى الله بخشوع واعتراف بحاجته الدائمة إلى رحمته ومغفرته. ومن بين أفضل دعاء البرق والرعد المستجاب ما يلي:
- اللهم اسقنا غيثاً، مغيثاً، مريئاً، نافعاً، غير ضار، اللهم ارحمنا ولا تبتلينا، وارزقنا من خيراتك كثيراً يا رب العالمين، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.
- اللهم اغفر لنا وارحمنا، وارضَ عنا، وسامحنا، وتقبّل منا، واعفُ عنا، واكتب لكلّ البشر أن يكونوا من أهل الجنة، وارضَ عن كل خلقك وارحمهم يا رب، وأنزل علينا رحمتك، واجعلنا من أهل الجنة، وانصرنا يا رب العالمين، وافتح علينا فتحاً عظيماً، وارزقنا الإخلاص، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، واسترنا، واحفظنا، واكتب لهذا العام أن يكون عام فتح لنا وخير وبركة.
- اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد تنحل به العقد وينفرج به كل كرب وتقضى به حوائجنا وننال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم.
- اللهمّ كما غسلت هذه الأرض بهذا المطر فاغسل قلوبنا ونقّنا من الخطايا والذنوب والآثام كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس.
- اللهمّ امنن علينا بالرزق الوفير والخير العميم، ولا تحرمنا من المطر ولا تجعل ما أنزلته منه علينا آخر عهدنا به، وأعطنا ولا تحرمنا يا كريم يا رزّاق.
- اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار، اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.
- اللهم إني اعتصمت برب الملكوت وتوكلت على الحي القيوم الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا البلاء، إنك على كل شيء قدير، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الطيب المبارك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت، أن تجعلنا في هذه الدنيا من المقبولين وإلى أعلى الدرجات سابقين، واغفر لي ذنوبي وخطاياي وجميع المسلمين.
- اللهم اغفر لي، واعف عني، وعافني، واهدني إلى الصراط المستقيم، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أستغفر الله عدد خلقك، ورضى نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، اللهم اغفر لي وللمسلمين جميعا الأحياء منهم والأموات.
- اللهم إني أسألك إيماناً دائماً، وقلباً خاشعاً، وعلماً نافعاً، ويقيناً صادقاً، وديناً قيماً، اللهم إني أسألك العافية من كل بلية، اللهم إني أسألك الشكر على العافية، اللهم إني أسألك الغنى عن الناس، اللهم إني أسألك أن تُطَهّرنا من جميعِ السيئات.
- اللهم إني أسألك أن ترفعنا عندك أعلى الدرجات، اللهم إني أسألك أن تَبلِغنا أقصى الغايات من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات.
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد، اللهم إنا نعوذ بك من الذين تآمروا علينا، اللهم إنا نعوذ بك من الظلم والحسد، اللهم إنا نعوذ بك من كل شرور الدنيا ما ظهر منها وما بطن.
- اللهم عليك بالظالم والمؤذي الحاسد والذين مكروا بنا وأرادوا بنا السوء، اللهم إنا نعوذ بك من شر أنفسنا وشر الشيطان وشركه، اللهم إنا تحصنا بك بحق لا حول ولا قوة إلا بالله وتوكلنا عليك أسألك اللهم أن تدفع عنا الشر كله وتحفظنا أينما كنا.
أهمية دعاء البرق والرعد:
- تذكير بعظمة الله: عندما نرى الرعد والبرق، يتبادر إلى أذهاننا عظمة الله وقدرته العظيمة على خلق وتحكم الكون، إنها تذكرنا بأن الله هو الخالق العظيم الذي يمتلك السلطان الكامل على كل شيء في الكون، وبأنه يتحكم في قوانين الطبيعة ويديرها بحكمته البالغة.
- توجيه الدعاء إلى الله: يُعتبر الرعد والبرق من المناسبات الملائمة لأداء الدعاء والتضرع إلى الله، ففي لحظات ارتفاع الصوت المدوي للرعد وتوهج البرق، يُشعر الإنسان بتواضعه وضعفه أمام عظمة الله، وبالتالي يُحث على الدعاء والتضرع إلى الله بخشوع واعتراف بحاجته الدائمة إلى رحمته ومغفرته.
- طلب الرحمة والمغفرة: يمكن استغلال هذه الظواهر الطبيعية القوية لطلب الرحمة والمغفرة من الله، ففي لحظات توهج البرق وقوة الرعد، يُشعر الإنسان بقوة الله وعظمته، وبالتالي يكون على يقين بأنه يمكنه أن يلتمس رحمته ومغفرته لذنوبه وخطاياه، إنها فرصة للتوبة والاستغفار والتضرع إلى الله بخشوع وخوف.
- تعزيز الإيمان والتوكل: يمكن للرعد والبرق أن يعزز الإيمان والتوكل على الله، فعندما يرى الإنسان هذه الظواهر العظيمة، يدرك بأنه يستطيع أن يعتمد على الله في جميع أمور حياته، فالرعد والبرق تعكس قوة الله وقدرته على تدبير الكون، وهذا يجعل الإنسان يشعر بالطمأنينة والثقة في أن الله سيحميه ويوفقه في كل ما يواجهه.
- تذكير بقدرة الله على التغيير: الرعد والبرق تعكس أيضاً قوة الله في التغيير والتجديد، فعندما يجتاح الرعد السماء ويُضيء البرق الظلام، يُذكر الإنسان بأن الله قادر على تغيير حياته وظروفه بأي لحظة،ويشعر بأنه يمكنه الاعتماد على الله ليغير مساره ويحقق أهدافه وطموحاته.
في ختام مقالنا لليوم، يمكن القول أن دعاء الرعد والبرق له أهمية كبيرة في تعزيز الإيمان والتواصل مع الله، فعندما نرى هذه الظواهر الطبيعية العظيمة، يجب أن نستغلها للتواصل مع الخالق ولطلب رحمته ومغفرته، كما يجب أن نتذكر بأن الله هو القادر على كل شيء وأنه يمكننا الاعتماد عليه في جميع جوانب حياتنا.