دور المرأة في الرياضة الخليجية مهم وبارز، ومن الجيد أن نتعرف كيف يظهر دورها في هذا الجانب كونه من أهم جوانب الحياة. وقد شهدت الرياضة النسائية تطورات كبيرة في دول الخليج، الأمر الذي أسهم في تحقيق كثير من الأهداف التي كانت تطمح بها المرأة الخليجية، فقد دعت الكثير من الندوات إلى ضرورة إبراز دور للمرأة بالرياضة الخليجية من خلال إعطائها فرصة للمشاركة في الرياضة وإثبات نفسها. وفي هذا المقال سنتعرف أهمية الرياضة بالنسبة للمرأة إضافة إلى دورها في الرياضة الخليجية. كذلك أهم التوصيات لتطوير دور المرأة مع أهم المعوقات التي تواجهها
أهمية الرياضة بالنسبة للمرأة
تعتبر ممارسة الرياضة مهمة على للرجال والنساء على حد سواء، وبالنسبة للمرأة فإنّ الرياضة تحدث فروقات عظيمة للجسم على المدى البعيد. تعتقد الكثير من النساء أن دور الرياضة يقتصر على نحت الجسم والحصول على جسم رياضى، لكن الحقيقة أن تأثير الرياضة يمتد أبعد من ذلك، فالرياضة تقوي عضلة القلب لتعمل بكفاءة أكبر حيث يصبح معدل النبض أقل ولكن أقوى، كما أن الرياضة تقوي الجهاز المناعي وتعزز من بناء النسيج العضلي على حساب تقليل تراكم النسيج الدهني، الأمر الذي يشكل عامل حماية من الأمراض المزمنة مثل السكري والأمراض القلبية الوعائية.
علاوة على ذلك تحسن الرياضة أيضاً من نشاط الجهاز الهضمي بالتالي تقلل من الأمراض الهضمية، وتعزز من بناء الكولاجين الذي يعطي نضارة للبشرة.
اقرأ أيضاً: اليوم الوطني العماني وأهم الأنشطة فيه
دور المرأة بالرياضة الخليجية
شهدت المرأة الخليجية تطورات عديدة في مجال الرياضة فقد تم تنظيم العديد من الفعاليات في الخليج التي تدعو إلى ضرورة مشاركة المرأة بالرياضة الخليجية. حيث بدأت دورات الرياضة للمرأة الخليجية منذ عام 2008، حيث تم تنظيم دورات تقام كل عامين، وفي كل مرة تقام في إحدى دول الخليج العربي لإتاحة الفرصة لجميع النساء بنيل شرف المشاركة وعيش التجربة.
وقد كانت بداية هذه الدورات في عام 2008 في الكويت لتنتقل بعدها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2011 ومنها إلى البحرين عام 2013. ثم أقيمت دورة 2015 في سلطنة عمان، وفي عام 2017 استضافت قطر هذه الدورة لتعود إلى الكويت في عام 2019. بالإضافة إلى الدورات المنظمة السابقة فإن هناك بطولات فردية تقام لعدة ألعاب مثل كرة اليد وكرة الطائرة.
كما أن هناك الكثير من النساء اللواتي شاركن في كثير من الأنشطة الرياضية قبل إشهار اللجنة التنظيمية لأهمية دور المرأة بالرياضة الخليجية برئاسة الشيخة نعيمة الأحمد الصباح.
ومن خلال الفعاليات السابقة اشتهرت أسماء لنساء خليجيات كثيرة ونخص بالذكر النساء العمانيات اللواتي استطعن ترك بصمة مميزة في تاريخ المرأة بالرياضة الخليجية، ومن أهم هذه الأسماء نذكر:
شنونة الحبسية (عمان)
بثينة اليعقوبية (عمان)
ضحى البلوشية (عمان)
مزون العلوية (عمان)
ويمكن بسهولة ملاحظة مدى سطوع اسم المرأة الكويتية في الرياضة الخليجية حيث وصلت رياضة المرأة بدولة الكويت إلى مستويات رفيعة، فاليوم تتنافس الفتيات الكويتيات في مختلف البطولات والميادين، وفي كل مشاركة يبهرننا بأدائهنّ المميز ، وفي إحدى بطولات كرة الطائرة التي أقيمت في تونس قدمت الفتيات الكويتيات أداءً رائعا أبهر الجهاز الفني، مما يدل على استمرارية وثبات تطور الكويتيات في الرياضة.
كما أن المرأة البحرينية كان لها دور مهم بالرياضية الخليجية فقد حققت العداءة مريم جمال المركز الثاني والميدالية الفضية بسباق 1500 متر في أولمبياد لندن 2012 لتحرز أول ميدالية أولمبية في تاريخ مملكة البحرين.
كما أن المرأة البحرينية نالت مناصب قيادية بالرياضة، وكمثال على ذلك نذكر سعادة الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة التي تتبوأ عضوية المجلس الأعلى للشباب والرياضة، عضوية مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، رئاسة الاتحاد البحريني لكرة الطاولة.
وهذا الدور البارز للمرأة بالرياضة الخليجية لم يكن مجرد أسماء برزت بل كان له دور كبير في خلق الألفة والتعارف وتبادل المعرفة بين المشاركات، كما أنّ هذه الدورات المقامة سمحت بولادة عدد من الإعلاميات الناجحات اللاتي ساهمن في تغطية هذه الفعاليات سطعت أسماؤهم ولمعت.
اقرأ أيضًا:كيف تتخلص من روتين حياتك اليومي بخطوات بسيطة؟
توصيات لتطوير دور المرأة بالرياضة الخليجية
على الرغم من أنّ المرأة الخليجية وخاصة الكويتية قد لمعت بالرياضة إلا أن دور المرأة الخليجية بالرياضة ما زال يوصف بكونه متأخر مقارنةً بباقي دول العالم، لذلك هناك الكثير من التوصيات التي تشجع على تطوير دور المرأة بالرياضة الخليجية وأهمها:
- الاستمرارية: إن العامل الأهم لنجاح أي شيء هو الاستمرارية، لذلك تركز التوصيات الحالية على الاستمرار في تشجيع المرأة على المشاركة في الدورات والبطولات وعدم التوقف عن ممارسة النشاط الرياضي، والثبات والمحافظة على المستوى العالي وعدم التوقف عند نقطة معينة، الأمر الذي يضمن وصول المرأة الخليجية إلى مستويات أعلى عالمية.
- توفير المنشآت الرياضية التي تساعد على ممارسة الرياضة للنساء بالإضافة إلى فتح المجال للمرأة لاستخدام المرافق بشكل يتوافق مع خصوصيتها.
- دعم الاتحادات للفرق النسوية الرياضية.
- فتح المجال للمرأة الخليجية بالعمل في المجال الرياضي بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي
- التنسيق مع وزارات التربية ليتم الاستفادة من المنشآت الرياضية ومع القطاع الخاص أيضاً لدعم رياضة المرأة.
- تهيئة المناخات الرياضية التي تتلاءم مع خصوصية المرأة بحيث تتمكن من الوصول إلى الاحتراف والعالمية.
- التركيز إعلامياً على أسماء النساء الخليجيات الناجحات بالرياضة وإبرازهنّ كقدوة لغيرهنّ.
- يجب أن تكون المرأة الخليجية منفتحة الذهن أكثر وتستفيد من المرافق الرياضية المتاحة في الخليج لتطوير مهاراتها الرياضية.
اقرأ أيضاً: يوم المرأة العالمي وإنجازات المرأة في السعودية
المعوقات التي تواجه المرأة الخليجية بالرياضة
هناك الكثير من المعوقات التي تحجم دور المرأة بالرياضة الخليجية وتحد من تطورها، وأهم هذه المعوقات نذكر:
- تقصير المرأة: في كثير من الحالات فإن العدو الأكبر للمرأة هو المرأة نفسها، فهناك تقصير كبير من ناحيتها، كما أنها لا تضع الرياضة والمشاركات التنافسية الرياضية ضمن أولوياتها، وغالباً ما تكون أولوياتها مقتصرة على الزواج والعمل والدراسة.
- قلة النماذج الخليجية من النساء الناجحات في مجال الرياضة، كما أن صورة المرأة الخليجية بالرياضة في الإعلام الخليجي كقدوة حسنة لم تظهر حتى الآن.
- بالإضافة إلى ذلك قلة التمويل الرياضي للمرأة والتركيز على تمويل الرياضات الخاصة بالرجال.
- أيضا ًقلة الفرص للمرأة بالرياضة الخليجية وضعف التقبل الاجتماعي لرياضة المرأة ومشاركتها في البطولات والميادين.
- وعدم وجود الوعي الكافي لأهمية مشاركة النساء في الرياضة.
ختاماً هناك الكثير من المطالبات بتطوير دور المرأة بالرياضة الخليجية وهناك الكثير من الجهود المبذولة لتحقيق ذلك للارتقاء بالمرأة الرياضية إلى مستويات أعلى والوصول إلى العالمية، فالدورات المقامة تساهم بشكل مستمر في توسيع نطاق مشاركة المرأة بالرياضة وإذا استمر الأمر كذلك الآفاق واسعة أمام المرأة الخليجية لإثبات نفسها رياضياً.
