من أجمل القيم الخُلقية التي بُنِيَ عليها الإسلام الأمانة، وهي قيمة عظيمة تُصان بها حقوق الله تعالى، وحقوق عباده، كما أنها من أشهر الصفات التي اتّصف بها رسولنا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام حتّى قبل نزول الرسالة عليه فقد كان يُلقّب بين قومه قبل بعثته بالرجل الأمين، وقد ألزم الإسلام جميع المسلمين بالأمانة وأوجبها عليهم وجوباً، وحثّ عليها ودعا إلى أدائها في كافة الأمور التي تتصل بالفرد والمجتمع، وفيما يلي سنقدم لكم في موضوع مقالنا لليوم 20 آية قرآنية وحديث نبوي عن الأمانة.
20 آية قرآنية عن الأمانة:
تعتبر الأمانة أحد القيم الأساسية في الإسلام، حيث يُشجَّع المسلمون على أن يكونوا أمينين في جميع جوانب حياتهم، سواء كان ذلك في التعامل مع المال أو المسؤولية التي تُكلَّف لها، كما يُطلب من المؤمن أن يكون أميناً في جميع التزاماته وتعهده، سواء كان ذلك في حفظ المودعات أو تنفيذ المهام المُكَلَّف بها، وتشمل الأمانة أيضاً صدق التصرف والالتزام بالوعود وحفظ الأسرار والابتعاد عن الغش والخداع، وإليكم فيما يلي 20 آية قرآنية وحديث نبوي عن الأمانة:
- قال تعالى: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 283].
- قال تعالى: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 75].
- قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء: 58].
- قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 2].
- قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [المؤمنون: 8 – 11].
- قال تعالى: (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ) [القصص: 23-26].
- قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ﴾ [المعارج: 32 – 35].
- قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾ [الأحزاب: 72].
أحاديث نبوية عن الأمانة:
يوجد هناك العديد من الأحاديث النبويّة الشريفة التي تشير إلى أهميّة الأمانة وعظمتها في الإسلام، ونذكر منها ما يلي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلّى الله عليه وسلّم يحدث القومَ، جاءه أعرابيٌّ فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحدّث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فَكَرِه ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتّى إذا قضى حديثه، قال: ((أين – أُراهُ – السائل عن الساعة؟))، قال: ها أنا يا رسول الله، قال: ((فإذا ضُيّعَت الأمانة، فانتظر الساعة))، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: ((إذا وُسّد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة))، رواه البخاري.
- رَوَى الشَّيخَانِ عَن حُذَيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – حَدِيثَينِ قَد رَأَيتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنتَظِرُ الآخَرَ. حَدَّثَنَا ” أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَت في جَذرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ القُرآنُ فَعَلِمُوا مِنَ القُرآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ. ثُمَّ حَدَّثَنَا عَن رَفعِ الأَمَانَةِ قَالَ: ” يَنَامُ الرَّجُلُ النَّومَةَ فَتُقبَضُ الأَمَانَةُ مِن قَلبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثلَ الوَكتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّومَةَ فَتُقبَضُ الأَمَانَةُ مِن قَلبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثلَ المَجلِ، كَجَمرٍ دَحرَجَتهُ عَلَى رِجلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنتَبِرًا وَلَيسَ فِيهِ شَيءٌ – ثُمَّ أَخَذَ حَصىً فَدَحرَجَهُ عَلَى رِجلِهِ – فَيُصبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ، لا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ في بَني فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجلَدَهُ مَا أَظرَفَهُ مَا أَعقَلَهُ! وَمَا في قَلبِهِ مِثقَالُ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ مِن إِيمَانٍ ” وَلَقَد أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالي أَيَّكُم بَايَعتُ، لَئِن كَانَ مُسلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ، وَلَئِن كَانَ نَصرَانِيًّا أَو يَهُودِيًّا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، وَأَمَّا اليَومَ فَمَا كُنتُ لأُبَايِعَ مِنكُم إِلاَّ فُلاَنًا وَفُلانًا))، أخرجه أحمد والبخاري ومسلم.
- عن أنس بن مالكٍ، قَالَ: ((مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إِلاَّ قَالَ:لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ))، أخرجه أحمد.
- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: ((أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ، فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ))، أخرجه أحمد.
- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: سمِعْتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، الإمامُ راعٍ ومسؤول عن رعيَّته، والرجلُ راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيَّته، والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادمُ راعٍ في مال سيِّده ومسؤولٌ عن رعيَّتِه))، قال: وحسبتُ أن قد قال: والرجلُ راعٍ في مال أبيه ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، وكلُّكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه))، البخاري.
- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً))، رواه مسلم.
- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، قَالَ: ((أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ))، أخرجه أحمد والبخاري ومسلم.
- روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وغيرهم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ((اضمنوا لي ستّاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضّوا أبصاركم، وكفّوا أيديكم)).
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ: إِنَّ الله يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ. أخرجه البيهقي فى شعب الإيمان، الألباني في السلسلة الصحيحة.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أمَّن الله المال فأنفقه في حقِّه كان ذلك الأفضل له. (رواه البخاري ومسلم).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثةٌ أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرَّاً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره. (رواه البخاري).
في الختام، يمكننا القول بأن الأمانة هي قيمة عظيمة في الإسلام وتعتبر أساساً للحياة المجتمعية، فالإسلام يحث المسلمين على أداء الأمانة في جميع جوانب حياتهم، سواء كان ذلك في التعاملات التجارية، أو في الوظائف والمسؤوليات، أو حتى في الحفاظ على سرية المعلومات، كما أن الأمانة تعزز الثقة والاستقرار في المجتمع، وتؤدي إلى تحقيق التنمية والازدهار، فعندما يكون المسلم مخلصاً وصادقلً في أداء مهامه والوفاء بالتزاماته، فإنه يبني صورة إيجابية عن نفسه وعن دينه.