تبرز الإمارات كوجهة سياحية تجمع بين الحداثة والأصالة، حيث تجد المعالم التاريخية في الإمارات تروي قصص حضارات قديمة وأساطير رائعة. من حصون رأس الخيمة الشامخة إلى أبراج الشارقة المهيبة، تجسد هذه المعالم التراث الثقافي العريق للدولة. إذ يمكنك التجول في متاحف دبي الحديثة التي تعرض مقتنيات نادرة أو زيارة المواقع الأثرية في العين التي تكشف عن أسرار حياة الأجداد. لذلك تعد المعالم التاريخية بالإمارات كنزاً لا يُقدر بثمن لعشاق التاريخ والثقافة، ومن أجل ذلك خصصنا هذا المقال لنسلط الضوء على هذه المعالم وتاريخها.
أبرز المعالم التاريخية في الإمارات:
تتميز الإمارات بتنوع معالمها التاريخية التي تعكس تراثها العريق وثقافتها الغنية. من القلاع والحصون القديمة إلى المساجد والمواقع الأثرية، تروي هذه المعالم حكايات ماضي الإمارات المجيد وتقدم لمحة عن حياة الأجداد، ومن أبرز المعالم التاريخية في الإمارات ما يلي:
1- قبة الصخرة:
بادر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بترميم قبة الصخرة في الحرم القدسي الشريف، مجسداً بذلك اهتمامه بالحفاظ على التراث الإسلامي. حيث جاء هذا الترميم بعد الأضرار التي لحقت بالسقف نتيجة الهزة الأرضية التي ضربت القدس في عام 2004، بالإضافة إلى تقادم السقف الرخامي. كما ساهم الشيخ زايد بتمويل هذه العملية بالكامل، مما أظهر دعمه المستمر للمواقع الدينية والثقافية الهامة. إذ تعكس هذه المبادرة الكريمة حرص القيادة الإماراتية على حماية المقدسات الإسلامية وصيانتها للأجيال القادمة. ترميم قبة الصخرة ليس مجرد عمل ترميمي بل رمز للتضامن والوحدة بين المسلمين حول العالم.
2- كنيسة المهد:
سعى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 2002 إلى ترميم كنيسة المهد، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، نظراً لأهمية الكنيسة كأثر إنساني بارز. حيث تعرضت الكنيسة لأضرار جسيمة نتيجة الاعتداءات العسكرية، حيث تضررت أجزاء منها وتعرض تمثال السيدة مريم في ساحة الكنيسة الخارجية لأضرار بسبب الأعيرة النارية، مما استدعى تدخل خبراء آثار متخصصين للإشراف على عملية الترميم. كما يعكس هذا الترميم التزام الشيخ زايد بالحفاظ على التراث الإنساني وحمايته. لذلك تعد كنيسة المهد من أهم المواقع التاريخية والدينية في العالم، ويشكل ترميمها رمزاً للتضامن والسلام. بفضل هذه الجهود، استعاد الموقع رونقه وأصبح وجهة هامة للزوار والحجاج من مختلف أنحاء العالم.
3- مسجد عمر بن الخطاب:
بادر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بترميم مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع قبالة كنيسة المهد من الجهة الجنوبية. إذ يعتبر المسجد معلماً تاريخياً بارزاً، إذ يقال إنه بُني في الموقع الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب عند زيارته لمدينة بيت لحم في عام 637م. حيث تم تشييد المسجد عام 1860م إحياءً لذكرى زيارة الخليفة عمر، وتبرعت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية بالأرض التي بُني عليها. يعكس ترميم المسجد اهتمام الشيخ زايد بالحفاظ على التراث الإسلامي وتكريمه للمواقع الدينية الهامة. يعزز هذا المسجد الروابط التاريخية والثقافية بين مختلف الأديان، ويظل شاهداً على التسامح والتعايش في مدينة بيت لحم.
اقرأ أيضًا:أفضل 10 أماكن سياحية في دبي لاتفوتها!
4- مسجد النوري:
أعلنت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في أبريل/نيسان 2018 عن اتفاق دولة الإمارات بالشراكة مع وزارة الثقافة العراقية ومنظمة “اليونسكو”، لإطلاق مشروع إعادة بناء وترميم مسجد النوري الكبير ومئذنته الحدباء في مدينة الموصل العراقية. حيث يأتي هذا المشروع كأكبر مشروع ترميم في العراق، بميزانية تبلغ 50 مليوناً و400 ألف دولار أمريكي، ويمتد لخمس سنوات. تم تدمير المسجد ومئذنته خلال المعارك ضد تنظيم “داعش” الإرهابي الذي اتخذ من الموصل معقلاً له. يهدف المشروع إلى استعادة البنية التاريخية للمسجد الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، ويعتبر رمزاً مهماً للتراث الإسلامي. إذ يعكس هذا الترميم التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي العالمي، وتقديم دعم كبير لإعادة إعمار المواقع الأثرية المتضررة في مناطق النزاع.
5- كنيسة الطاهرة:
تعد كنيسة الطاهرة من أبرز المواقع التاريخية في مدينة الموصل، حيث تعكس عمق التراث الديني والثقافي للمدينة. وعلى الرغم من صعوبة تحديد تاريخ تأسيسها بدقة، إلا أن الحجارة المكتشفة فيها تعود إلى القرنين الـ12 والـ13، مما يدل على قِدمها وأهميتها التاريخية. حيث تقع الكنيسة في أقدم حي في الموصل، وهو ما يضيف إلى قيمتها التراثية. تمتاز كنيسة الطاهرة بتصميمها المعماري الفريد الذي يجمع بين الفن البيزنطي والأساليب المحلية. تعكس الكنيسة تاريخاً طويلاً من التعايش الديني والثقافي في الموصل، وتظل رمزاً للصمود والتجدد في وجه التحديات. إعادة ترميم الكنيسة والحفاظ عليها يسهمان في صون هوية المدينة وتاريخها العريق.
6- كنيسة الساعة:
يسهم دعم الإمارات في إعادة بناء وترميم كنيسة الساعة في إعادة الوجه الحضاري المشرق لمدينة الموصل. تعد كنيسة الساعة أحد المعالم التاريخية البارزة في المدينة، وتتميز ببرجها الذي يحوي ساعة كبيرة، مما منحها اسمها المميز. إن دعم ترميم الكنيسة يساهم في بناء النسيج المجتمعي وعودة المهجرين، خصوصاً المسيحيين، إلى ديارهم، من خلال الحفاظ على المعالم التاريخية ودور العبادة التي تمنح المجتمع الموصلي هويته وروحه. كما يعكس هذا الدعم التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الثقافي والديني للموصل، ويعزز من التعايش والسلام بين مختلف أطياف المجتمع. تعد كنيسة الساعة رمزاً للتجديد والأمل، حيث يعيد ترميمها الحياة إلى قلب المدينة التاريخي.
اقرأ أيضًا:السياحة في الإمارات: أشهر الأماكن السياحية التي يجب زيارتها
7- مسرح خليفة:
يقف مسرح خليفة في العاصمة الفرنسية باريس شاهداً على الدور البارز لدولة الإمارات في صيانة التراث العالمي. أعيد افتتاح المسرح في يونيو/حزيران 2019 بعد انتهاء أعمال الترميم الشاملة التي مولتها دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي. إذ إن هذا المسرح، المعروف أيضاً بمسرح قصر فونتينبلو الإمبراطوري، يعكس التزام الإمارات بحفظ وإحياء المعالم الثقافية العالمية. أطلقت الحكومة الفرنسية اسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على المسرح تقديراً لمساهمة الإمارات في إحياء هذا الصرح التاريخي. وبعد فترة إغلاق تجاوزت المائة عام، عاد المسرح ليزين الساحة الثقافية الباريسية، مجسداً بذلك الروح الفنية والتاريخية التي لطالما اشتهر بها. يعزز هذا العمل من الروابط الثقافية بين الإمارات وفرنسا، ويؤكد على أهمية التعاون الدولي في حفظ التراث الثقافي.
8- متحف الفن الإسلامي:
في عام 2014، تكفلت شخصية إماراتية بنفقات ترميم وصيانة متحف الفن الإسلامي في القاهرة بعد الأضرار التي لحقت به نتيجة عمل إرهابي. يعود المتحف إلى عام 1869 عندما بدأت فكرة إنشاء دار لجمع تحف الفنون من العمائر الإسلامية، حيث وُضعت لبنته الأولى عام 1880 بجمع التحف الفنية من المساجد والمباني الأثرية وحفظها في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله. إذ صدر مرسوم في عام 1881 بتشكيل لجنة حفظ الآثار الإسلامية والعربية. مع تزايد التحف الفنية التي جُمعت من مصر والهند والصين وإيران وتركيا والأندلس، مروراً بفنون الجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا، ضاق الإيوان بها، فتم بناء مكان لها في صحن الجامع. استمر الوضع على هذه الحال حتى بناء متحف كبير سُمي بمتحف الفن الإسلامي الحالي، الذي أصبح أحد أبرز المتاحف التي تحافظ على التراث الإسلامي الغني والمتنوع.
اقرأ أيضًا:أفضل الفنادق في الإمارات لأصحاب الشركات ورجال الأعمال
من المواقع الاثرية في دبي؟
إن من أبرز المواقع الأثرية في دبي ما يلي:
- حي الفهيدي التاريخي.
- متحف دبي في قلعة الفهيدي.
- بيت الشيخ سعيد آل مكتوم.
- قرية حتا التراثية.
- مسجد جميرا الأثري.
اقرأ أيضًا:معلومات عن الإمارات العربية المتحدة
اهم ما تتميز به الامارات؟
تتميز الإمارات عن غيرها من الدول بما يلي:
- النهضة العمرانية، مع معالم مثل برج خليفة وبرج العرب.
- الاقتصاد القوي والمتنوع، خاصة في مجالات النفط والسياحة والتجارة.
- التنوع الثقافي والتعايش السلمي بين مختلف الجنسيات.
- البنية التحتية المتطورة والمواصلات العالمية.
- الاهتمام بالتراث والثقافة، من خلال الفعاليات والمهرجانات والمعالم التراثية.
أهم المعالم المعمارية الحديثة في الامارات:
إن من أهم المعالم المعمارية الحديثة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم:
في الإمارات:
- برج خليفة في دبي: أطول برج في العالم.
- برج العرب في دبي: فندق فاخر على شكل شراع.
- جزيرة النخلة في دبي: جزيرة صناعية على شكل نخلة.
- متحف اللوفر أبوظبي: متحف فني عالمي.
- جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي: أحد أكبر المساجد في العالم.
في العالم:
- ناطحة السحاب شارد في لندن: أعلى مبنى في المملكة المتحدة.
- مركز التجارة العالمي في نيويورك: يعيد إحياء الموقع السابق لمركز التجارة العالمي.
- دار أوبرا سيدني في أستراليا: معلم ثقافي وهندسي شهير.
- متحف غوغنهايم في بلباو: تصميم فريد من نوعه.
- برج شانغهاي في الصين: ثاني أطول برج في العالم.
في الختام، تعكس المعالم التاريخية في الإمارات عمق التراث والثقافة الغنية للدولة، متجسدة في الحصون والقلاع والمواقع الأثرية. حيث تزخر الإمارات بكنوز تاريخية تروي حكايات من الماضي المجيد وتبرز التزام القيادة بالحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة. تبقى هذه المعالم شاهداً حياً على تاريخ عريق ومصدر فخر وإلهام للمستقبل.